صامصون (تركيا) (زمان عربي) – على عكس من يبحثون عن الراحة والاسترخاء بعد أن يصلوا إلى مراحل متقدمة من العمر؛ تتنافس العجوز التركية فاطمة أكصوي، وهي من مواليد عام 1919، مع أبنائها وأحفادها في جمع محصول البندق لتواصل حفر اسمها بقطرات العرق والجهد على صفحات الجدّ والعمل، وإعطاء المثل لألأاجيال الجديدة في عائلتها.
وتحرص الجدة فاطمة، البالغة من العمر 95 عامًا، والقاطنة بقرية “بورسوك” التابعة لبلدة “تشرشامبا” بمحافظة صامصون، المطلة على البحر الأسود شمال تركيا، على الذهاب بشكلٍ مستمر وفي ساعات محددة من اليوم إلى الحقل، وتشرع في مساعدة أبنائها وأحفادها في جمع محصول البندق.
وتقول الجدة فاطمة: ” أجدادنا قد هاجروا من بلدة “فاطسا” التابعة لمدينة “أوردو”، منطقة البحر الأسود، إلى قرية “بورسوك” في صامصون، وقد رزقني الله بأحد عشر ابنًا، و130 حفيدًا”، مشيرة إلى أنها فقدت ثلاثة من أبنائها وزوجيها الاثنين تباعا.
وقال توبا عمران أكصوي، أحد أحفاد فاطمة، وهو في العقد الثاني من عمره، إنه يحب جدته كثيرًا، مضيفا: “الحمدلله، جدتي تتمتع بصحة جيدة، ولكن بالتأكيد هناك الظروف والصعوبات التي يفرضها كبر السن، إلا إنها تحرص دائمًا على القدوم إلى الحقل في أوقات معينة خلال اليوم؛ لمساعدتنا في جمع محصول البندق، ونحن نعزو سبب بقائها بصحة جيدة في هذا السن، مقارنة بمن في سنها، إلى تغذيتها الجيدة والصحية ونظرتها الإيجابية للحياة، إذ ليس هناك ما يعكر صفو حياتها، ولا تبالي بالأمور السلبية، وهي إنسانة إيجابية في كل الأحوال”.