إسطنبول (زمان عربي) – فجر الهجوم الذي شنه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، المرشح الفائز بانتخابات الرئاسة في تركيا، على حركة “الخدمة”، التي تستلهم فكر العلامة الأستاذ فتح الله كولن، بقوله ساخرا:” إنهم لا يعرفون اتجاه القبلة.. ” قبلة – مبلة ” إنهم فقدوا كل شئ” ثورة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي.
فبعد أن وصل أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا إلى مرحلة غير مسبوقة من التطاول الذى قارب حد الجنون، والتي تواصلت بهذه الادعاءات من جانب أردوغان منذ أيام قليلة، إلى جانب تصريحات بعض أعضاء حزبه التي تنافي العقل والمنطق، تفجر نقاش واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وبرز سؤال يدق الرؤوس: “من هو الذي فقد اتجاه القبلة”.
ولا يزال الرأي العام في تركيا يذكر التصريحات المنافية لصحيح الإسلام، التي أطلقها كثيرٌ من أعضاء حزب العدالة والتنمية وعلى رأسهم أردوغان، الذي علق على الانتقادات التي وجهت للحزب جراء ضعف نسبة الأصوات التي حصل عليها في انتخابات الرئاسة، والتي جاءت أقلَّ من توقعات الحزب، بعقد مقارنة بينه وبين النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قائلًا: “لقد كان هناك من لا يدعمون حتى سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، ونحن نجحنا في الحصول على دعم 52% من الشعب التركي.” بحسب ما ذكرت صحيفة “جمهوريّت” التركية اليومية.
وليست ببعيدة الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، والتي جاءت على لسان وزير الداخلية أفكان علاء في حفل سحور نظمه فرع الشباب بحزب العدالة والتنمية في رمضان الماضي عندما خاطب الحاضرين قائلاً: “عندما فتح نبينا مكة ودخلها قد يكون خالجه شعور أنه في يوم من الأيام خرج منها لكنه عاد إليها وفتحها، فبدأ الناس بدخول الإسلام أفواجا، ومن المحتمل أن الرسول نسب لنفسه بعض الفضل في ذلك فأصابه الغرور”.
كما أقدم أردوغان خلال خطابه فى المؤتمر الجماهيرى لحزب العدالة والتنمية فى مدينة “موغلا”، جنوب غرب، على اقبتاس كلمات من حديث قدسي، ووصف بها نفسه دون أن ينسبها إلى الحديث، حيث قال؛ “رحمتنا سبقت غضبنا”، والله عزّ وجلّ هو مَنْ وصف نفسه بهذا الوصف، في الحديث القدسي الجليل المروي عن أبي هريرة رضى الله عنه حيث قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِى كِتَابِهِ فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي”.
أما نائب حزب العدالة والتنمية فى البرلمان “فوائى أرسلان” عن مدينة “دوزجا” فوصف أردوغان بأنه “زعيم جمع في ذاته كل صفات الله عز وجل”.
وقالت بالين جونداش باكير النائبة في صفوف العدالة والتنمية، كلمات غريبة للغاية عن سيدنا محمد (ص) أمام صندوق الانتخابات في اللجنة التي أدلت فيها بصوتها، زعمت فيها أن أردوغان مرشح رئاسة الجمهورية، هو أمل العالم الإسلامي بأسره، مشيرةً إلى أن نتائج الانتخابات ستؤثر في العالم الإسلامي بأكمله، مضيفة: “أعتقد أنه لو كان رسولنا الكريم محمد (ص) يشهد تصويتنا لأردوغان لكان افتخر بنا جميعًا.”
والأدهى ما قاله حسين شاهين النائب البرلماني عن مدينة “بورصا” التابعة لحزب العدالة والتنمية في خطاب في 21 يوليو/ تموز 2011، حيث قال: “ثقوا بي، فحتى ملامسة رئيس وزرائنا العزيز هي صلاة مقدسة”، وما جاء في خطاب إسماعيل حقي إيسير، نائب حزب العدالة والتنمية بـمدينة “أيدن” في 3 فبراير 2010، حيث قال: “نحن عشاق رئيس وزرائنا. وبالنسبة لنا، فإن رئيس وزرائنا هو نبيّ ثانٍ”.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما وصل إلى الاستهزاء بالدين، وبالقرآن الكريم على غرار ما حدث من أيجَمان باغيش، وزير شؤون الاتحاد الأوروبي السابق، الذي استهزأ باسم سورة البقرة عندما ذكرها بعبارة “بقرة مقرة” على غرار إعادة قول الكلمة في التركية مرة ثانية لكنها لا تتفق واحترام السورة الكريمة، كما قال إنه يجد كل يوم جمعة آية من “جوجل” ويتحدث عنها دون الإمعان فيها.
وفي فضيحة ثانية للوزير باغيش، قال في خطاب ألقاه في 10 فبراير 2013 إن مدن “رِيزه” و”إسطنبول” و”سِيرت” هي أماكن مقدسة، وريزه هي مسقط رأس أردوغان، وإسطنبول هي منطلق حياة أردوغان السياسية، وسيرت هي مسقط رأس أمينة زوجة أردوغان وأول مكان انتخب فيه أردوغان نائبا برلمانيا. والحقيقة هي أن أردوغان ولد في حي “قاسم باشا بإسطنبول، وولدت زوجته في سيرت.
ووصل تقديس أردوغان لدى أعضاء حزبه حد يفوق التصور، فقد رفض رضا تشكير رئيس بلدية تشايلي بمحافظة ريزه، وضع التلفزيون على الأرض أثناء مشاهدة الأهالي خطاب أردوغان على الهواء مباشرة من أنقرة للمشاركة في حملة “كل عضوة تغرس شجرة” بمنطقة “دره بازاري” بمدينة ريزا، وقال تشكير: “لا يمكن وضع التلفزيون على الأرض عند مشاهدة رئيس وزرائنا”.
https://youtu.be/IS5f7wQyy8A