إسطنبول (زمان عربي) – شهدت الأيام الماضية حملة من الاستقالات الواسعة في عدد من المؤسسات الصحفية والإعلامية، جاء على رأسها استقالة أنيس بربر اوغلو رئيس تحرير صحيفة “حرييت”، التي تعد من أكبر وأعرق الصحف التابعة لمجموعة “دوغان” للإعلام؛ لتتوالى بعدها الاستقالات احتجاجا على الضغوطات التي يتعرض لها الصحفيون من قبل السلطات التركية.
وشهدت صحيفة “حرييت” أيضا استقالة الكاتب الصحفي المعروف يلماز أوزديل الذي يعد من أشهر كتاب الجريدة؛ أمس ، احتجاجا على منع نشر مقالٍ له انتقد فيه رئيس الوزراء والرئيس المنتخب رجب طيب أردوغان بشكلٍ ساخر.
يأتي هذا في الوقت، الذي كشف فيه فؤاد عوني، أحد مشاهير موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” في تركيا، الكشف عن مخطَّطات حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان، التي تسير فيها بسرعة البرق لإسكات أصوات المعارضة، قائلا إنه تم إعداد قائمة لتصفية كل من نشر أخباراً عن فضائح الفساد والرشوة لحكومة أردوغان في 17 و25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وقضية شاحنات جهاز الاستخبارات الوطني المحملة بالأسلحة وموضوع الرهائن الأتراك المحتجزين لدى “داعش” إثر اقتحام القنصلية التركية في الموصل، وإصدار تعليمات للصحف والقنوات ومواقع الإنترنت بعدم جعل الرئيس عبد الله جول في صدارة أخبارهم.
ولفت عوني إلى التحقيق مع الصحفيين وأصحاب القنوات في جهاز الاستخبارات وقصر العدالة، وأنه تم إرسال قائمة الصحفيين المطلوب عزلهم من عملهم في مجموعات إعلامية مثل دوغان وجينار ودمير أورن وقناة “الجزيرة ترك”.
ولم تكن صحيفة “حرييت” ومجموعة “دوغان” للإعلام التابعة لها، هما الوحيدتان اللتان تعرضتا للضغوطات وحملات الاستقالات، بل أخذت مجموعة “جينار” هي الأخرى نصيبها من الاستقالات بعد أن تقدَّم 4 من محرري الأخبار بقناة “خبر تُورك” الإخبارية التابعة لها، باستقالتهم ظهر أمس الجمعة.
كما شهدت صحيفة”راديكال” التابعة لمجموعة “دوغان” استقالة الكاتب الصحفي والمراسل المشهور”فاتج ياغمور” الذي كان قد نشر في وقتٍ سابق أخبارًا متعلقة بقضايا الفساد والرشوة وقضية شاحنات السلاح التابعة لجهاز المخابرات الوطنية التي كانت في طريقها للمعارضة السورية، بحسب المزاعم.
وهناك معطيات وإشارات إلى أن مجموعة “دمير أوران” هي الأخرى تشهد أحداثاً مشابهة في هذه الفترة التي تتعرض فيها حرية الصحافة للتهديد، بعد أن أجرت عملية استحواذ في وقتٍ سابق على جريدتي “ميلليت” و”وطن” التركيتين، إذ أعلنت أمس الجمعة فصل أفق شانلي المراسل المعروف ذو الخبرة بجريدة “ميلليت” من عمله.
كما أشارت مصادر مطلعة إلى أن الأيام القليلة المقبلة سوف تشهد عدداً آخر من الاستقالات والفصل من الوظائف داخل العديد من المؤسسات الإعلامية والصحفية المعارضة لحكومة حزب العدالة والتنمية.