عزيز استجون
ادّعت صحيفة”أكشام” التركية الموالية للحكومة، في خبر كاذب نشرته أمس الأربعاء على صدر صفحتها الأولى، حول وكالة جيهان للأنباء، قالت فيه “إن وكالة جيهان للأنباء هي أول وسيلة إعلامية قدمت معلومات عن نصب تمثال للزعيم الإرهابي معصوم كوركماز في بلدة ليجا بمحافظة ديار بكر جنوب شرق البلاد. وقامت الوكالة بتغطية تطورات الحادث دقيقة بدقيقة على مدار 4 أيام متواصلة”.
وأنا مندهش من ذلك الأمر، وأي جزء منه يجب أن أصحح، في البداية فإن متابعة الصحفيين للأخبار ونشرها ليست تهمة، إنما هي وظيفتهم ودليل على نجاحهم في الوصول للمعلومة ونقلها. ويجب تقديرهم على ذلك وليس إدانتهم. والأنكى من ذلك هو أننا لم نقم بنشر أخبار بالشكل الذي تزعمه وسائل الإعلام الموالية للحكومة. وربما يعتبر ذلك نقصًا من الناحية المهنية؛ إذ إنه لم يكن من الممكن متابعة تطورات حادث ليجا نظرًا لأننا وزعنا مراسلينا على مواقع مختلفة بسبب التطورات الساخنة التي تشهدها المنطقة. أي أننا لم نستطع أن نقدم النجاح اللازم من الناحية المهنية الصحفية.
ولأوضح الموقف بشرح مفصل؛ فريق مكتب الوكالة بمدينة ديار بكر موجود حاليًا في شمال العراق لتغطية تطورات أحداث داعش ومدينتي الموصل وشنغال. وقام فريق البث المباشر بتغطية مباشرة في مدينة دهوك ثم في كيليس. وبطبيعة الأمر قل عدد المراسلين بعدما أخذوا إجازات سنوية( وقد يفهم أننا نريد فريقا جديدا من الإدارة، ونحن دائمًا نبدي استعدادنا لتوسيع فريق العمل). وتم نصب التمثال في 15 أغسطس / آب الجاري، إلا أننا لم نستطع الذهاب إلى هناك، ولم نقم بنشر أية أخبار عن مدينة ليجا أو نصب التمثال فيها. ونشرنا أول خبر في 17 أغسطس، وكان خبرًا عبارة عن تصريح مكتوب صادر عن ولاية المدينة. وتمكنا من الذهاب إلى بلدة ليجا بعد نصب التمثال بأربعة أيام. أي أننا لم نكن أصحاب الخبر الأول ولم نقم مخيمًا هناك، كما يزعم. ولا أعلم إذا كان يشعر من يسمون أنفسهم بالصحفيون الذين لم ينشروا سوى الأكاذيب والافتراءات والتشويه بالخجل. ولكن خلاصة الوضع كما ترون.
وبدون أسباب تترد في أذني أبيات شاعرنا محمد عاكف أرصوي “لا العرفان ولا الضمائر هي التي تمنح السمو في الأخلاق.. إنما من يخاف الله ولديه شعور بالفضيلة. عندما تضل القلوب قبلتها لا يتبقى أثر من العرفان ولا الوجدان.. لا تحسبون ذلك لعبة! فإفلاس الأخلاق أفظع موت؛ الموت الكلي”.
صحيفة” زمان التركية