أعاد حادث الغرق الأليم الذي شهدته مدينة سيرت جنوب شرق تركيا، والذي راح ضحيته 6 أشخاص، إلى الأذهان حادثة مشابهة شهدها السد نفسه قبيل ثلاث سنوات وراح ضحيتها أب وإثنين من أبنائه.
فقد شهد سد “أل كومرو” المقام على نهر “بوطان” بمدينة “سيرت” جنوب شرق تركيا، حادثة مشابهة أثناء قيام أب يُدعى “فاهيم أوزباي” وأبنائه برحلة ترفيهية بمنطقة السد في أحد الأعياد عام 2011، وانقلب العيد إلى مأتم عندما نزلت الأسرة إلى النهر للإستمتاع بوقتها ليفاجئوا أن بوابات السد تفتح على مصراعيها دون إطلاق أي صفارات إنذار أو تحذيرات مسبقة؛ ليلقى الأبنين سردار 18 عامًا، وإبراهيم 11 عامًا حتفهم غرقًا ويلحق بهم الأب 39 عامًا بعد أن تمكن من إنقاذ إبنه الثالث “قدر” 13 عامًا.
وعقب هذا الحادث تعالت الصيحات والمطالبات من وسائل الإعلام مطالبين والي المدينة والمسئولين بإتخاذ التدابير اللازمة، بيد أن الحادثة المؤلمة التي شاهدناها قبل يوميًا في منطقة السد نفسه تعكس الإهمال في إتخاذ التدابير اللازمة.
وأوضح تقرير الفحص الذي تقدم به نقابة المحاميين حول الحادث أن الحادث وقع نتيجة “الإهمال والتقصير”. وبحسب التقرير، فإن الشركة المشغلة للسد أطلقت المياة من بوابات السد دون تدبير أو تحكم. فإذا لم تكن البوابات قد كسرت، فإنه كان يستوجب على المسئولين أن يحذروا المواطنين المتواجدين بالقرب من المنطقة قبل فتح الأبواب. فالسد الذي يُشرف على وادي باتساع 30 كيلومتر لا توجد به ولو جهاز إنذار واحد؛ بل وكان من الضروري أن يتم إنشاء نقط أمنية وأن يتم فتح بواباته بطرقة منظمة، ووضع اللوحات التحذيرية في أماكن مرئية للعيان.
وعلى خلفية الحادث الأليم الذي راح ضحيتة 5 غرقى وتجري عمليات البحث عن السادس، تقدم “أوزضال أوتشار” نائب حزب الشعوب الديموقراطي عن مدينة “فان” الواقعة جنوب شرق تركيا، بطلب استجواب للمسئولين عن الحادث أمام البرلمان.
كما وصف “سازجين طانري كولو” نائب الرئيس العام لحزب الشعب الجكهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، الواقعة على أنها “جريمة”، مشددًا على أن حياة الإنسان وأرواح المواطنين داخل تركيا لم تعد رخيصة بعد.
وقال طانري كولو: “إن حياة الإنسان وأرواح المواطنين أصبحت في مهب رياح العقلية التي لا تبلي للإنسان إهتمام.. بالأمس كنا نشاهد ضحايا حادث سوما المأسوي، واليوم حادث السد المؤلم. فإذا أُثبت أن الشركة المشغلة للسد فتحت أبوابه على مصراعيها دون ان تطلق صافرات إنذار أو تحذر المواطنين الذين يقومون برحلات ترفيهية بالمنطقة، فإن هذا يعتبر جريمة شروع في قتل”.