إسطنبول (زمان عربي ) – كشفت دراسة اقتصادية عن أن أساس الازدهار الذي حققه حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، على مدى 12 عامًا من فترة حكمه، بني على الديون الخارجية والداخلية وخصخصة المشروعات العامة.
وأوضحت الدراسة، التي نشرها موقع “روتاخبر”، أحد المواقع الإخبارية الرائدة في تركيا، أن الانطباعات والآثار العميقة التي خلَّفتها أزمة 2001 على المجتمع التركي، تأتي على رأس الأسباب التي جعلت حزب العدالة والتنمية يخرج منتصرًا في انتخابات 3 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2002.
وقالت الدراسة إن النجاح الوحيد الذي قدّمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خانة حزب العدالة والتنمية الذي تأسَّس في 14 أغسطس/ آب 2001، كانت الأعمال والخدمات التي قدمها في فترة رئاسته لبلدية إسطنبول الكبرى، بعدما رشحه حزب الرفاه لمنصب رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، واستطاع أن يفوز بهذه الانتخابات.
ولفتت الدراسة إلى أن السبب الرئيسي لنجاح أردوغان في رئاسة بلدية إسطنبول، كان سوء إدارة الرئيس السابق للمدينة، وباختصار يمكن القول إن أردوغان كان بمثابة المنقذ لمدينة إسطنبول.
وأدى عزل أردوغان من منصبه قبل انتهاء فترته بعام واحد وحبسه بحجة قراءة أبيات من الشعر التي تحث على الوعي والشعور الديني، إلى خلق شعور لدى المجتمع بأنه مظلوم وضحية، مما دفعهم لمساندته ومؤازرته.
وفور خروجه من السجن، كانت تركيا تدار بصورة سيئة وفاشلة للغاية من قبل حكومة ائتلافية شكَّلتها ثلاثة أحزاب مختلفة، وكان اقتصاد البلاد أوشك على الوصول إلى الحضيض، وعليه، خاض أردوغان، الانتخابات المبكرة التي أُعلن عنها، ووعد الشعب بأنه سيكافح الفساد والفقر والمحظورات، وفاز حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان، بينما أحزاب المعارضة هي التي دفعت ضريبة سوء إدارة الاقتصاد، ونزلت بها هزيمة ساحقة أقضت مضاجعها منذ ذلك اليوم.
ومع وصول حزب العدالة والتنمية إلى سُدة الحكم، بدأ يتشكل في تركيا بريق أمل جديد؛ إذ وعدت الحكومة بأنها ستكون تابعة لإصلاحات الاتحاد الأوروبي وبدأت تلوح بوادر الأمل في تركيا مع دخول حزمة الإصلاحات حيز التنفيذ بسرعة البرق.
لكن حزب العدالة والتنمية بدأ ينحرف عن مساره ووعوده شيئًا فشيئاً، وأولى اهتمامه في تلك الفترة لملء الخزائن بالقروض وخصخصة المؤسسات، وشرع في إنشاء الطرق والجسور ومراكز التسوق التي تبهر أنظار الشعب، وأنشئت في تلك الفترة أيضاً مدارس ومستشفيات جديدة، كل هذا شكّل لدى المواطنين صورة مفادها أن الحزب الحاكم يعمل بصورة ممتازة.
ولفتت الدراسة إلى الإعانات التي يقدمها الحزب من فحم وأغذية للفقراء، والتي لاقت ترحيبا كبيرًا منهم، ممت جعلهم يؤيدون الحزب ويصوتون له في كل الانتخابات، موضحة أن تركيا لم تحرز في مجالات الصناعة والزراعة والثروة الحيوانية أي تقدم ملحوظ، وحدثت زيادة بمعدل ثلاثة أضعاف في الدخل القومي.
وشهد عهد العدالة والتنمية نموًا في الاقتصاد عالميًا بمعدل ثلاثة أضعاف، لكن في الحقيقة أن الحزب لم يحرز نجاحًا أو تقدمًا هامًا في مجال التنمية، بحسب الدراسة التي أشارت أيضا إلى أنه عند وصول العدالة والتنمية إلى الحكم في 2002، كان دين تركيا الداخلي 155.2 مليار ليرة تركية (نحو 75 مليار دولار)، ومع مرور السنين تغيرت الأرقام بسرعة كبيرة ووصلت في عام 2014 إلى 416.6 مليار ليرة ( نحو 208 مليارات دولار) .
و كان إجمالي الدين الخارجي للقطاعين العام والخاص في 2002 عند 129.6 مليار دولار، ارتفع في الربع الأول من عام 2014 إلى 386.8 مليار دولار.
هذا فضلا عن أن تركيا تكاد تكون باعت كل ممتلكاتها التي تدر عليها دخلا في عهد العدالة والتنمية، ويقدر الخبراء الإيرادات الناتجة عن الخصخصة بنحو 50 مليار دولار.