إسطنبول (زمان عربي) – في محاولة لإعادة إحياء الفنون التي أوشكت على الاندثار، بدأ الفنانون الأتراك المهتمون بالفن التقليدي اليدوي في الفترة الأخيرة، إعادة إحياء “الفن الفيلوغرافي” الذي يعتبر من الحرف التقليدية في العهد العثماني، وهو فن غير شائع بسبب صعوبته وقلة الفنانين العاملين به، حيث يعتمد على استخدام المسامير والأسلاك الملونة لإنتاج لوحات فنية رائعة.
وفي لقاء أجرته وكالة جيهان للأنباء مع الفنانة نورجان جانلي إحدى المتخصصات في الفن الفيلوغرافي، حول التفاصيل الدقيقة لهذا الفن، قالت إن هذا الفن يدخل ضمن الفنون التقليدية الأخرى، إلا أن وزارة الثقافة التركية لا تعترف به كفن، وإنها تحاول إحياء هذا الفن مع زوجها وتلاميذها في ورشتها الموجودة بمنطقة “سولوخان”.
وقالت جانلي إن فن الفيلوغرافيا انتقل من دول الشرق الأوسط إلى العثمانيين، مشيرة إلى أن العثمانيين رحبوا به وأدخلوه إلى الثقافة التركية كفن تقليدي، واستخدموه كعلاج لفترة طويلة.
وعن مراحل عمل لوحة فنية في الفن الفيلوغرافي قالت جانلي: “إنه من الصعوبة تشكيل لوحة بصورة جيدة بسبب الدقة التي تتطلبها، حيث تعتمد على دق المسامير والأسلاك الملونة واحدة تلو الأخرى لإنتاج لوحات فنية رائعة، ثم يتم لفها من الأسفل والأعلى، وهناك تقنية خاصة للّف في المرحلة الثالثة، وهو فن أوشك على الاندثار نظرًا لأنه يحتاج إلى شيء من الجهد والتعب، لكن هناك أستاذًا من مدينة إسطنبول يتعلم الفن ليقدمه لنا”.
وتابعت: “لدينا تلاميذ من جميع الأعمار ومختلف المهن، ومجموعتنا تضم تلاميذ من سن 14 وحتى 84 عاما، ونستخدم شجر الحور في اللوحة التي ندق عليها المسامير ثم نضع جلداً مصطنعاً أو قماشاً لتغطية أرضيته إن لزم الأمر، وبعد مرحلة التغطية نلف ورقاً من أوراق الصحف ثم نضع عليه الورقة المصورة أو القالب الذي نريد العمل عليه، ونبدأ بالدق بالمسامير على القالب الموضوع وهو في الغالب يكون شكل أو خط إسلامي، وندق حولها مسامير على بعد مسافات معينة لنشكل القالب، وبعدها نمسك القالب بالمقلوب دون نزع أو فك الأوراق، ونقوم بطلائه بطلاء لامع”.
وأضافت أن الهدف من ذلك هو منع تآكل وصدأ المسامير، وعلينا أن نترك الطلاء لمدة يومين أو ثلاثة حتى يجف، وبعد ذلك نقوم بنزع الأوراق، ثم نقوم بلفة أولية ثم أخرى، ويجب عمل اللفتين وإلا انهارت الطبقة السفلى، أي نقوم بعمل لفة من الأسفل ومن الوسط ومن الأعلى، وبهذا تكون قد اكتملت مراحل اللوحة الفنية”.
وواصلت:” عندما بدأنا في هذا العمل كنا نقوم بعمل نوعين أو ثلاثة فقط، ولكننا الآن طوّرنا بأنفسنا 17 تقنية لعمل أنواع عديدة منه”.