إسطنبول (زمان عربي) – تسبَّب ما يسمى بعمليات “مطاردة الساحرات” التي تنفذها السلطات التركية بتوجيه من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد رجال الأمن الذين قبضوا على اللصوص في إطار تحقيقات الفساد والرشوة الكبرى التي انطلقت في 17 و25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في حدوث مأساة عائلية بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
ويعد مدير الأمن السابق أحمد أوزتورك، الذي أُخلى سبيله بعد اعتقاله ضمن عمليات السحور من ليالي شهر رمضان المبارك التي طالت العشرات من رجال الأمن في 22 يوليو/ تموز الماضي، من النماذج التي شهدت مأساة أليمة بالفعل، حيث أجهضت زوجته الحامل وفقدت جنينها في الشهر الخامس، بسبب التوتر الذي عاشته خلال حبس زوجها والتحقيق معه، ثم كان الخبر الذي أقضّ مضجعه، وهو وفاة زوجته السيدة عائشة جول، بعدما تم إيداعها العناية المركزة.
وكان أحمد أوزتورك قد تم تعيينه العام الماضي في مدينة بيتلس، شرق تركيا، إلا أنه حظي بنصيبه هو الآخر من عملية مطاردة الساحرات ووضعته القوات الأمنية على قائمه الاعتقالات، وكتبت عنه الصحف أنه هرب، إلا أنه قدم بنفسه إلى إسطنبول وسلم نفسه للسلطات، وعلى الرغم من أن زوجته السيدة عائشة جول كانت حاملا إلا أنها قضت ليلها ونهارها في لهيب حر يوليو وأثناء الصيام أمام مديرية الأمن ودار القضاء في إسطنبول.
وبعد تحقيقات غير قانونية دامت 4 أيام تم إخلاء سبيل أوزتورك، إلا أن الانتظار المرهق تحوّل إلى ألم لدى زوجته، وتم نقلها على الفور إلى المستشفى، وهناك فقدت جنينها، بعد أن أصيبت بحالة تسمم حمل .
وعلى الفور نقلت مرة أخرى إلى المستشفى ووُضعت في العناية المركزة، وصعدت روحها بعد 16 يوما أمضتها في العناية المركزة.