أنقرة (زمان عربي) – التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس الجمعة، في العاصمة التركية أنقرة، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، لإجراء محادثات تهدف إلى إقامة تحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي “داعش”، مطالبًا بوقف إرسال المقاتلين الأجانب إلى التنظيم وزيادة أمن الحدود التركية.
وجددت أنقرة تأكيدها عدم المشاركة في أي عمليات عسكرية، وأنها ستركز على العمليات الإنسانية فحسب.
وعقد كيري مؤتمرا صحفيا بمفرده عقب المباحثات قال خلاله إن واشنطن وأنقرة تقفان جنباً إلى جنب في الموضوعات الإقليمية، إلا أن دور أنقرة سيتضح لاحقًا في الصراع ضد داعش.
ورأى كيري أن الدعم الذي يمكن أن تقدمه تركيا لتدمير داعش سيلعب دورًا حيويًّا ومؤثرًا للغاية، وطرح طلبات محددة، بعكس وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل الذي سبقه بزيارة لأنقرة قبل أربعة أيام.
وفي هذا السياق، تعد قاعدة “إنجرليك” الجوية الأمريكية المتواجدة في محافظة أضنة، جنوب تركيا، من أكثر الموضوعات حرجا ويستمر الغموض بشأنها، فيما يتعلق باستخدامها كقاعدة إمداد لوجستي من عدمه في العمليات الجوية ضد داعش في سوريا.
فيما أوضح الجانب التركي لوزير الخارجية الأمريكي، أن أنقرة لن تشارك في أي عمليات عسكرية وأنها ستركز فقط على الدعم اللوجستي وتقديم المساعدات الإنسانية، فضلا عن أن أنقرة لا تريد أن تلعب دور المقاتل في الصراع القائم بين القوات الأمريكية وداعش، بسبب الرهائن الدبلوماسيين الأتراك البالغ عددهم 46 دبلوماسيًا، بمن فيهم القنصل العام بالموصل أوزتورك يلماز، الذين احتجزهم التنظيم قبل ثلاثة أشهر عند اقتحام القنصلية التركية بمدينة الموصل.
ورفضت تركيا أن توقع على البيان المشترك “خطة عسكرية منسقة” ضد التنظيم الذي وقعت عليه أمريكا وعشرة دول عربية أخرى في جدة، نظرًا لحساسية الموضوع.
وأعرب كيري لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي عن تفهمه لموقف تركيا الحساس، وأن أمام تركيا قضايا حساسة ينبغي أن تتغلب عليها.
وشملت مباحثات كيري في أنقرة طرح موضوع المقاتلين الأجانب الذين يمرون إلى سوريا عبر الأراضي التركية للقتال في صفوف داعش، وطالبت واشنطن أنقرة التي زادت من التدابير الأمنية على الحدود في الفترة الأخيرة أن تبذل مزيدًا من الجهود بخصوص منع عبور المسلحين الأجانب والذخائر والأسلحة، فيما أوضحت أنقرة ضرورة تبادل المزيد من المعلومات الاستخبارية مع حلفائها الغربيين.
انذار شديد اللهجة لتركيا من السفير الأمريكي السابق
وفي السياق ذاته، قال فرانسيس ريتشاردوني السفير الأمريكي السابق لدى أنقرة، إن تركيا تدعم جبهة النصرة التي تعتبر الذراع الأيمن لتنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا.
وأوضح ريتشاردوني في المؤتمر الأول الذي شارك فيه كخبير لمنطقة الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي المعروف بأنه مؤسسة فكرية غير رسمية تابعة لحلف شمال الأطلسي “ناتو”، أنه حدث خلاف فكري مع تركيا في مرحلة تحديد الجماعات المعارضة التي سيتم دعمها والأخري التي لا يمكن دعمها في الحرب الأهلية الجارية في سوريا.
وأفاد السفير السابق بأنهم طلبوا من تركيا إغلاق الحدود في وجه الجماعات الإرهابية، إلا أن تركيا لم تنفذ مطلبهم.