إسطنبول (زمان عربي) – كشفت صحيفة” طرف” التركية اليومية، عن تفاصيل ما دار في اجتماع عقده الرئيس رجب طيب أردوغان، أمس الأحد، في قصر” بايلر بايي” في إسطنبول، مع ممثلي وسائل الإعلام، التي يسيطر عليها بشكل أو آخر والموالية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، والذي انصب على خطة الإعلام في التعامل مع موضوع التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا ضد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي” داعش”.
وقالت الصحيفة إن الاجتماع استهدف إطلاق حملة إعلامية لخلق صورة ذهنية لدى الرأي العام بخصوص الموقف الذي ستتخذه تركيا من التحالف الدولي ضد داعش، والذي رفضت تركيا التوقيع على النضمام إليه في جدة الأسبوع الماضي، يقوم على إظهار أن تركيا ترفض الاشتراك في أي عمل عسكري للتحالف، رغم أنها ستقدم المساعدات له سرا.
وتوصلت الصحيفة إلى ما دار وراء الستار وأهداف الاجتماع المغلق الذي عقده أردوغان مع مسؤولي وسائل الإعلام الموالية له ولحكومة العدالة والتنمية، والذي دام قرابة ثلاث ساعات، حيث كشفت عن أن تنظيم داعش كان الموضوعَ الأكثر اهتمامًا وبحثاً على طاولة الاجتماع.
وقالت الصحيفة إن أردوغان بدأ الاجتماع بملخص عام عن الأوضاع الراهنة، ثم بدأ الاستماع لممثلى وسائل الإعلام، وطلب معرفة آرائهم ووجهات نظرهم حول خطة الولايات المتحدة ضد داعش وانعكاساتها على تركيا.
ولم يكشف أردوغان عن رأيه مباشرة بخصوص دعمه لمخطط أمريكا في إقامة تحالف ضد تنظيم داعش من عدمه، لكن ممثلي وسائل الإعلام أشاروا إلى إمكانية تقديم دعم سريّ لهذه الخطة، تفادياً للاعتراض والبلبلة والاضطرابات التي قد تحدث في القاعدة الشعبية وصفوف حزب العدالة والتنمية جراء الدعم العلني للخطة الأمريكية.
ولفتت الصحيفة إلى أن موضوع “فتح القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة في تركيا سرًا” أتى في مقدمة الاحتمالات المطروحة، ونوّه ممثلو وسائل الإعلام إلى أن الشارع التركي بدأ يناقش موضوع موافقة الحكومة على عملية أمريكية ستنفَّذ ضد داعش، وسينتقل الموضوع إلى البرلمان للموافقة أو الرفض، وهذا الأمر قد يضع حزب العدالة والتنمية الحاكم في موقف حرج، لذا اقترحوا فتح القواعد العسكرية بشكل فعلي، ومن ثم استصدار الموافقة من البرلمان في وقت لاحق.
وفي نهاية المطاف، توصّل المشاركون في الاجتماع مع الرئيس أردوغان إلى التوافق حول دعم المخطط الأمريكي سرًا، مع السعي إلى خلق صورة ذهنية وتشكيل إدراك لدى الرأي العام وكأن تركيا لم توافق عليه، لإخفاء الحقيقة وتفادي اعتراضات القاعدة الشعبية لحزب العدالة والتنمية.
وكان قد تم عقد اجتماع مشابه لهذا الاجتماع فور الكشف عن أعمال الفساد والرشوة في 17 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وتم تحديد الإستراتيجية التي سيتم انتهاجها بخصوص الأخبار الصادرة عن أعمال الفساد بهدف توجيه الرأي العام وتضليله والتستّر على ادعاءات الفساد والرشوة.
وقد فسّر العديد من الخبراء عقد أردوغان هذا الاجتماع مع ممثلي وسائل الإعلام الموالية له لبحث ودراسة الموقف الواجب اتخاذه تجاه التحالف الدولي المشكّل بقيادة واشنطن لمكافحة” داعش”، بأن أنقرة باتت في زاوية ضيقة بسبب العديد من الأوراق التي تحتفظ بها الولايات المتحدة ضد تركيا.