نيويورك (زمان عربي) – شنّت صحيفة”نيويورك تايمز” الأمريكية هجومًا حادًّا على الحكومة التركية بسبب موقفها من التحالف الذي ترأسه الولايات المتحدة، والذي يهدف للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتجفيف منابع تمويله، قائلة إن بعض المسؤولين في حكومة حزب العدالة والتنمية يحققون أرباحًا من شحنات النفط الذي يستخرج من المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم.
وأوردت الصحيفة نقلاً عن مصادر رسمية من داخل الإدارة الأمريكية قولها إن تركيا تعتبر الآن أكبر عائق أمام الولايات المتحدة في حربها لتجفيف الموارد المالية لتنظيم الدولة الإسلامية، مؤكدة أنها تسعى بكل طاقتها لقطع تلك الموارد، والتي تقدر بالملايين من بيع شحنات النفط، غير أن الحظ لم يحالفهم حتى الآن في إقناع الحكومة التركية بالانضمام إليها في هذا الشأن.
وألمحت الصحيفة إلى أن بعض الخبراء يرجحون لجوء تنظم داعش إلى بيع شحنات النفط في السوق السوداء، كما أنه من المحتمل تحقيق بعض المسؤولين في حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا بعض الأرباح المالية من تلك الشحنات.
ولفتت الصحيفة إلى أن بعض أجهزة الاستخبارات الغربية تحقّقت من وجود آثار لناقلات النفط التابعة للتنظيم في العراق وسوريا وفي بعض المدن التركية الواقعة على الشريط الحدودي مع سوريا، منوهة إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية” البنتاجون” ناقشت مسألة قصف الطائرات الأمريكية لتلك الشحنات أثناء رصدها، وقد تم التوصل خلال الأيام الأخيرة إلى قناعة تامة بحتمية قصفها أينما رصدت.
وذكرت الصحيفة أن بعض المسؤولين الأمريكيين شددوا على أن تركيا لا تستطيع ضبط عبور عناصر التنظيم من أراضيها أو مرور شحنات النفط التابعة لهم منها، غير أن إدارة أوباما ترفض توجيه الانتقاد العلني لأنقرة فيما يتعلق بهذا الخصوص.
وأشارت الصحيفة وفقًا لمصادرها المطلعة إلى أن لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على هامش قمة حلف الناتو قبل حوالي أسبوع كان حساسًا، مؤكدة أن أنقرة هي من ستقرّر موقفها من كبح جماح تنظيم الدولة الإسلامية.
وأردفت الصحيفة أن الاجتماعات التي تعقد خلف الكواليس للحديث عن قطع المصادر المالية للتنظيم تشهد حالة من الحدة والتوتر، خصوصًا بعدما تعهد أوباما يوم الأربعاء الماضي بالقضاء على التنظيم ومحوه من الوجود.
وأوضحت الصحيفة أن تجارة النفط عبر السوق السوداء تعد المصدر الأكبر لتمويل تنظيم الدولة الإسلامية؛ لأنه بمثابة الضامن الوحيد لبقائه مستمرا ومسيطرا على الأرض، حيث أنه يقوم بإغراء أتباعه بالمال من أجل شراء ذممهم وصمودهم معه، منوهة إلى أن إدارة الرئيس أوباما تعاني في تشكيل تحالف قوي ضد التنظيم، كما أنها تعاني أيضًا في إيجاد طريقة لإيقاف تجارة النفط التي تعتبر عصب التنظيم.