إسطنبول (زمان عربي) – جاءت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لقطر أمس” الاثنين” لإجراء مباحثات مع المسؤولين هناك، وسط تغيرات سياسية مفاجئة في قطر جعلت تركيا تبدو وحيدة وفي عزلة مطلقة فرضتها سياساتها في الشرق الأوسط، من ناحية.؛ ومن ناحية أخرى، بدا أن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر تركيا حليفاً لها.
وتساءل موقع”روتا” ،أحد أكبر المواقع الإخبارية التركية، في تحليل له حول الزيارة قائلا:” ثمة سؤال يطرح نفسه بقوةٍ: هل تركيا تسير في طريقها من “العزلة لقيّمة” إلى العزلة المطلقة؟ ،قائلا إن تركيا تسير نحو العزلة الكلية المطلقة تدريجيًا، وبخطوات استراتيجية خاطئة تتبعها في سياستها الخارجية، لاسيما في الشرق الأوسط.
وتناول التحليل المواقف التركية المتناقضة في السياسة الخارجية تجاه الشرق الأوسط، قائلا إن تركيا التي انفصلت عن الغرب في الأزمة السورية أثناء مؤتمر جنيف ودخلت في خلافات مع دول الخليج بشأن الأحداث التي وقعت في مصر، وتبنّت موقفًا مختلفًا مع دول الخليج، عدا قطر، بشأن دعم وتأييد جماعة الإخوان المسلمين، لكن قطر الآن تتخلى عن موقفها من الإخوان، وتترك تركيا وحيدة.
وأضاف الموقع: “وحتى إذا اعتبر مسؤولو حزب العدالة والتنمية أن موقف تركيا الحالي يعد “عزلة قيّمة”، فإن قطر التي تعتبر الشريك الوحيد في الآونة الأخيرة لتركيا، التي أضحت غير قادرة على مواصلة علاقاتها مع حلفائها الغربيين والشرقيين، تركتها وحيدة بمجرد أن قامت بتغييرات سياسية مفاجئة، وبهذا تكون تركيا قد تحولت من وضعية “العزلة القيمة” إلى “العزلة المطلقة”.
وفي الوقت الذي استقبلت فيه أنقرة هذا التغيير المحوري لقطر بقلق بالغ، نشأت الصعوبات الكبيرة الرئيسية من الولايات المتحدة، حيث قالت صحيفة “وول ستريت” بوضوح في مقالة نشرتها في الأيام الماضية إن “أنقرة لم تعد حليفا لنا”.
والآن تنظر تركيا إلى الصورة وتحاول تحليلها جيدًا حتى تستطيع إصدار قرار مناسب، لكن هل ستواكب الصورة التي تدعو إلى مكافحة تنظيم داعش الإرهابي والواقعية السياسية الجديدة في الشرق الأوسط أم سترحب بمستقبل مظلم بعزلة مطلقة؟