إسطنبول (زمان عربي) – تستعد أكثر من 40 دولة تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية لشن حملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي “داعش” ، الذي يقوم بعمليات إرهابية في العراق وسوريا، إلا أن اللافت هو أن تركيا لم تنضم لهذا التحالف بدعوى أن موقفها حساس لأان التظيم كان يحتجز 49 من مواطنيها، تم إطلاق سراحهم وعودتهم أول من أمس.
وكان الرأي العام التركي يتحدث عن موقف تركيا الحرج للغاية في انضمامها وتأييدها لهذا التحالف، لاسيما وأن هذا التنظيم الإرهابي الدموي يحتجر 49 شخصًا من العاملين في القنصلية التركية بمدينة الموصل بالعراق.
وفي الوقت الذي تصاعدت فيه حدة انتقادات الرأي العام الأمريكي والغربي إزاء موقف تركيا، تخلّى داعش عن أكبر ورقة رابحة في يده واطلق سراح الرهائن الأتراك بعد حجز دام 101 يوم.
وهناك أسئلة عديدة تدور في أذهان الشارع التركي حول إطلاق سراحهم، لاسيما في هذا التوقيت بالتحديد، ما الذي تغير في حسابات داعش لتقتنع باطلاق سراح الرهائن، وخاصة في الوقت الذي تشكل فيه تحالف إقليمي ودولي ضده؟
وثمة سؤال آخر يتعلق بالتوقيت، وهو لماذا اطلق داعش سراح الرهائن في فترة يعتبر فيها الرهائن ورقة رابحة له يستخدمها كيفما شاء؟
كما يدور سؤال حول ما إذا كان داعش لم يضع في حساباته أن الولايات المتحدة ستقول لتركيا ليس هناك خطر عليكم، وحان الوقت للمشاركة بقوةٍ في التحالف؟ وما معنى قول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه تم انقاذ الرهائن عن طريق عملية، وقول رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إنه تم انقاذهم من خلال مباحثات؟ وما الداعي الذي يجعل أكبر منصبين في الدولة يستخدم تصريحات مختلفة ومتضاربة عن بعضها؟
وكان أردوغان قد اعترف قبل توجهه للولايات المتحدة أنه يجري مباحثات دبلوماسية مع داعش. لكن هل يعني أردوغان دلالات هذه المباحثات الدبلوماسية؟ وهل يا تُرى اعترفت تركيا بالتنظيم بشكل رسمي على أنه دولة إسلامية كما أعلن التنظيم على موقعه بالإنترنت؟
وثمة سؤال آخر يقول؛ إذا ما كان تم إطلاق سراح الرهائن من خلال مباحثات دبلوماسية، فما المقابل الذي قدّمته تركيا لهذا يا تُرى؟ أو بالأحرى ما هي الوعود التي قدمتها تركيا للتنظيم؟