أنقرة (زمان عربي) – في الوقت الذي حددت فيه أنقرة مساندتها للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية” داعش” بتقديم مساعدات إنسانية فحسب، تعهد رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان بتقديم دعم عسكري، في تصريحات على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقد حاليا في نيويورك، مما غيّر حسابات أنقرة وخططها.
وعلى الفور بدأت الخارجية التركية العمل على موضوع إقامة المنطقة العازلة على حدود سوريا، كما قامت رئاسة الهيئة العامة لأركان الجيش بتحديث خططها وفقا لاحتمال اندلاع حرب، وستعرض الخطط المتعلقة بسوريا والعراق على البرلمان التركي في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وعقب إعلان أردوغان بتقديم دعم عسكري حدثت حالة من الحراك في مقر رئاسة هيئة الأركان، وناقش كبار قادة الأركان خارطة الطريق الواجب اتباعها والخيارات المحتملة، وبحسب مصادر عسكرية، قامت القوات المسلحة التركية بتحديث خطط عملياتها وتحركاتها تجاه سوريا، وفي حال إقامة منطقة أمنية يحظر فيها الطيران داخل الحدود السورية، ترغب القوات المسلحة في أن تتواجد في هذه المنطقة بعناصرها البرية.
ويرى متى يارار، وهو عقيد متقاعد من قيادة القوات الخاصة، أن المهم في هذا الصدد هو كيفية ترسيم حدود المنطقة العازلة، لافتا إلى أنه في حال وضع خط بمسافة 40 كيلو مترا من الحدود التركية إلى الحدود السورية قد يتم نشر لواء أو لواءين من الجنود، وهذا يعادل نحو خمسة آلاف جندي.
وأضاف يارار أنه في حال إقامة منطقة عازلة ستكون هناك حاجة إلى العديد من الموظفين المدنيين بدءًا من أفراد الجيش وصولا إلى الأجهزة المعنية بشؤون المياه والصرف الصحي.
وأكدت المصادر لصحيفة” زمان” التركية أنّه لم يتم بعد اتخاذ قرار محدد بشأن تقديم دعم جوي من عدمه لقوات التحالف ضد داعش، إلا أنه ليس من المحتمل انضمام تركيا للتحالف كقوة محاربة ضد التنظيم.
وأضافت المصادر أن أنقرة تبدي تخوفات من استيلاء التنظيمات الإرهابية في المنطقة وفي مقدمتها منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية على معونات الأسلحة المقدمة للقوات المحلية السورية والعراقية في الحرب على داعش.