إسطنبول (زمان عربي) – حذر أحد كبار المتخصصين في تاريخ العمارة القديمة في تركيا من التدهور السريع للنسيج التاريخي في مدينة إسطنبول، وإقامة مباني متعددة الطوابق في جميع أطراف المدينة، مشيرا إلى أن هناك مخاوف كبيرة لدى المعماريين ومؤرخي الفنون من هذا الأمر.
ولخص المؤرخ المتخصص في شؤون العمارة التركية خلدون هورل كل ما تشهده إسطنبول من تدهور تاريخي في جملة واحدة: “إذا ما نظرت بنظرة متسامحة، والله ليأخذهم الأمر ويقيمون مبنى في فناء قصر توب كابي، أحد أبرز المعالم السياحية في المدينة”.
وأضاف هورل، البالغ من العمر 65 عامًا، خلال برنامج “دون كيشوت” على قناة “بوجون تي في” التركية، أنه من الذين لحقوا بالفترة الأخيرة من اسطنبول التاريخية التي أصبحنا نراها في الصور فقط، إنه في صغره كان ينزل البحر في منطقة “كالاميش” على جانب مضيق إسطنبول، وكان يرى عمق البحر بعينه، لدرجة أنه ورفاقه كانوا يعدون سرطان البحر (الكابوريا) الموجودة في الماء لشدة نظافته.
وعلّق هورل على تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن التوسع المعماري الأفقي في إسطنبول أمرُ ضروري”، قائلا إن سيادته يتحدث عن التوسع المعماري الأفقي إلا أن المدينة مليئة بالتوسع المعماري الرأسي، وإذا ما نظرت بنظرة متسامحة، فوالله ليأخذهم الأمر ويقيمون مبنى في فناء قصر توب كابي، وحديقة “جولخانه” وغابات “بلجراد”.
ووصف هورل إسطنبول بأنها ملخص لتاريخ العالم، مشيرًا إلى أن المعالم الأثرية الموجودة تحت الأرض أكثر من الموجودة في المدينة على سطحها، وأضاف أنها تمتلك آثارًا كثيرة جدًا لدرجة أنها كان عاصمة لإمبراطوريتين، وأن حي الفاتح يعد المنطقة التي تجمع وتظهر آثار الإمبراطوريتين الرومانية والعثمانية، وكل مكان فيه قيّم للغاية مثل الذهب.
وانتقد بشدة عدم ترميم الآثار التاريخية، ولفت إلى عدم العناية ببعض الآثار في إسطنبول واستمرار عمليات ترميمها لسنوات طويلة، مضيفًا أنه لو كان هناك عطاء سيحقق أرباحا لكانت الأمور سارت بسرعة شديدة مثلما يشيدون الأبراج العالية.