إسطنبول (أ ف ب) – أضفى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الصفة الرسمية على تبدل موقف بلاده لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وفتح الباب لمشاركة قريبة جدا في التحالف العسكري الذي شكلته الولايات المتحدة.
وأكد أردوغان في تصريح صحفي، لدى وصوله إلى إسطنبول مساء أمس الجمعة عائدا من نيويوك حيث شارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، هذا التحول في الموقف التركي والذي بدأ بعد الإفراج عن 46 من الرعايا الأتراك في 20 سبتمبر/ أيلول الجاري، والذين كان يحتجزهم تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ يونيو/ حزيران الماضي.
وقال: “لقد تغير موقفنا الآن والمسار التالي سيكون مختلفا كليا”. وأضاف: “كما تعرفون، سيطرح على البرلمان مشروع تفويض على أن يناقش في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وآمل في اتخاذ الإجراءات الضرورية فور إقراره، وهذا التفويض يجيز تدخل القوات المسلحة”.
وقد رفض الحكم الإسلامي المحافظ في تركيا حتى الآن الانضمام إلى التحالف العسكري الذي شكلته الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” والذي بدأ هذا الأسبوع قصف أهداف للمتطرفين في الأراضي السورية.
وكانت انقرة استبعدت فتح قاعدة انجرليك الجوية (جنوب البلاد) ومجالها الجوي للمقاتلات المتجهة الى سوريا.
وابتداء من الثلاثاء، أعرب أردوغان عن ترحيبه بأولى ضربات التحالف في سوريا،مؤكدا استعداد بلاده “لأي شكل من أشكال التعاون بما في ذلك العسكري والسياسي”.
وقال أردوغان إن “ديننا دين السلام والأخوة والوحدة، ولا يجيز قتل الأبرياء”. وأضاف: “لا يمكننا أن نتيح لأنفسنا ترف القول إن أعمالا إرهابية تجري على حدودنا التي يبلغ طولها 1250 كلم مع سوريا والعراق، لا تعنينا”، ملمحا بذلك إلى تقدم مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” في اتجاه مدينة عين العرب الكردية التي تبعد بضعة كيلومترات عن الحدود التركية.
وقد حطم مئات من الأكراد الأتراك والسوريين الجمعة الحاجز الذي يفصل البلدين في مرشد بينار (جنوب) من أجل الالتحاق بالقوات الكردية التي تقاتل المتطرفين حول عين العرب، كما ذكر مصور وكالة فرانس برس.
ومنذ أسبوع، أدت المعارك للسيطرة على المنطقة الى نزوح جماعي لسكانها الذين يشكلالأكراد أكثريتهم إلى تركيا. وذكر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الجمعة أن عددهم تجاوز 160 ألفا.