إسطنبول (زمان عربي) – طالب نائب رئيس الوزراء التركي يالتشين أكدوغان مقاتلي منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، بالتوجه للقتال إلى جانب الأكراد ضد مقاتلي تنظيم داعش في بلدة كوباني السورية بدلاً من استعراض العضلات وتهديد تركيا.
وأكد أكدوغان، خلال مشاركته في البرنامج التلفزيوني (من كواليس العاصمة) على قناة 7 التركية الخاصة، أنه لا يوجد أحد يمكنه تهديد تركيا وأمنها واستقرارها، لافتًا إلى أن ما يفعله قادة العمال الكردستاني هو مجرد زهو واستعراض للعضلات لا طائل منه.
وخاطب أكدوغان قادة المنظمة الإرهابية قائلاً: “إن كانت لكم قوة حقاً فعليكم التوجه للقتال إلى جانب الأكراد في بلدة كوباني السورية التي تسكنها أغلبية كردية ضد هجوم تنظيم الدولة الإسلامة عليها، أما أن تجلسوا في جبال قنديل تلقنون الأكراد دروسا حول ما يجب عليهم القيام به فهذا لا معنى له، إذا كنتم أقوياء فاذهبوا وقاتلوا تنظيم داعش فذلك خير لكم”.
وفي أول رد من جبال قنديل على تصريحات نائب رئيس الوزراء أكدوغان، قال عضو المجلس التنفيذي لاتحاد الجماعات الكردية مصطفى كاراصو، إن العمال الكردستاني لا يستعرض عضلاته فقط، بل سيكون فعالاً بشكل أكبر من ذلك، مطالبًا أكدوغان بالتعامل بطريقة أفضل وإلا سيرى ما لم يره من قبل، على حد قوله.
وفيما يتعلق بعملية السلام الجارية بين الحكومة والعمال الكردستاني أشار كاراصو إلى أن زعيم المنظمة عبد الله أوجلان هو من أطلق هذه المرحلة عبر خطابه التاريخي يوم عيد النيروز في عام 2013، مطالباً الحكومة باتخاذ خطوات جدية من أجل تحقيق الديمقراطية في البلاد، غير أنها لم تتخذ أي خطوات جدية إزاء ذلك سوى أنها طالبت باستمرار الوضع الحالي وإنهاء الاشتباكات والتخلي عن السلاح وانسحاب المقاتلين من الأراضي التركية، من دون تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
وأكد كاراصو أن الحكومة لم تتخذ أيّ إجراء حقيقي لإنهاء الصراع، ولم تظهر أي تقارب فيما يخص المفاوضات، داعيًا إياها إلى إبداء مرونة في المفاوضات واتخاذ خطوات جدية لإنهاء الصراع، وإلا فإن موقفها الحالي سيزيد من حالة التوتر.
واعتبر كثير من الخبراء في الشؤون الأمنية والإرهابية في تركيا، في مقدمتهم الكاتب الصحفي في جريدة طرف إمره أوسلو دعوة نائب رئيس الوزراء أكدوغان منظمة إرهابية كحزب العمال الكردستاني إلى مكافحة داعش فضيحة من العيار الثقيل لا يمكن قبولها أبداً.
وكان النائب المستقل بالبرلمان التركي إدريس بال، الذي يُعدّ أحد الخبراء في الشؤون الأمنية والمنظمات الإرهابية والذي استقال مؤخرا من حزب العدالة والتنمية الحاكم، حذر الحكومة التركية والمجتمع الدولي من المبادرات الرامية إلى فتح الطريق أمام منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية وإضفاء الشرعية عليها في الوقت الذي استنفر فيه العالم لمكافحة منظمة إرهابية أخرى، هي تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
وطالب بال بوضع خطة شاملة لتجفيف منابع الإرهاب لتحقيق نجاح شامل في مكافحة الإرهاب على المستويين الإقليمي والدولي، ولفت إلى ضرورة شنّ حملات عسكرية ضد جميع المنظمات الإرهابية في المنطقة، دون تفريق بينها.