إسطنبول (زمان عربي) – يحتدم الجدل في الشارع التركي حول بناء القصر الأبيض، أو القصر الجمهوري الجديد في أنقرة، بدءًا من طريقة وهندسة بنائه وموقعه وانتهاءً بارتفاع التكاليف المالية الباهظة المخصصة لبنائه .
وتداولت الصحف التركية والأجنبية أنباء مفادها أن تكلفة بناء القصر الجمهوري في غابات أتاتورك القريبة من العاصمة أنقرة تصل إلى 700 مليون ليرة تركية، أي ما يعادل 300 مليون دولار، موضحة أن هذا المبلغ يكفي لإرسال ثلاثة أقمار اصطناعية إلى المريخ.
وفي هذا الإطار أشار الكاتب التركي أمرة آيدين أونات في مقال له بصحيفة” وول ستريت جورنال” إلى أنه يجب أخذ هذا النبأ بعين الاعتبار وإجراء إعادة نظر لهذا الأمر وقياسه بجميع أبعاده.
ولفت الكاتب في مقاله إلى أن صحيفة” حرييّت” التركية نشرت في عددها الصادر في الثالث من سبتمبر/ ايلول الماضي خبرا أشارت فيه إلى أن بناء القصر الأبيض الجديد لرئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية حاليًا يكلف 700 مليون ليرة، أي ما يساوي 300 مليون دولار، مطالبًا بالنظر إلى الفرق الواضح بين تكلفة بناء القصر وبين تكلفة إرسال الهند للقمر الاصطناعي إلى المريخ.
وأوضح الكاتب آيدين أونات أن الهند أرسلت قمرًا اصطناعيًّا إلى كوكب المريخ بتكلفة قدرها 74 مليون دولار، ما يعني أنه بالإمكان إرسال ثلاثة أقمار اصطناعية إلى نفس الكوكب بالمبلغ المالي المخصص لبناء القصر الأبيض في أنقرة.
ولفت آيدين أونات إلى أن المتعمّق في هذا المبلغ قد يجد عدة طرق لإنفاقها في مجال غير بناء القصر، مشيرًا إلى أن وزارة التربية مثلاً خصّصت ميزانية قدرها 700 ألف ليرة لتوزيع الكتب الدراسية على طلبة المدارس، مما يفسر بشكل واضح أنه من الممكن زيادة ميزانية الوزارة إلى ثلاثة أضعاف إذا منحت المبلغ المخصص لبناء البيت الأبيض.
وأكد الكاتب أنه من الممكن صرف هذا المبلغ لشراء وحدات سكنية لعمال المناجم أو غيرهم، كما من الممكن صرفها في كثير من الأمور، متسائلاً عن السبب وراء إهمال هذه الأمور المهمة والاتجاه لبناء قصر لا حاجة له للرئيس أو اقتناء طائرة حديثة الطراز له في ظل توفر غيرها؟