إسطنبول (زمان عربي) – توالت ردود الفعل الغاضبة ضد الحملة السوداء على جميعة “كيمسا يوكمو” (هل من مغيث) الخيرية التركية التي تكفل الآلاف الأيتام حول العالم، من داخل تركيا وخارجها.
وبعد أن أدان العديد من الجمعيات والمنظمات الخيرية في تركيا قرار مجلس الوزراء التركي بتقليص أنشطة الجمعية، التي تحمل على عاتقها مهمة كفالة 58 ألف يتيم في 70 دولة حول العالم، ومنعها من جمع التبرعات، جاء ردود فعل أخرى من خارج تركيا.
وانتقد الأكاديمي المفكر الإسلامي الأردني جمال السفرتي حملة الدعاية السوداء التي تشنها الحكومة ضد الجمعية، مشيرًا إلى أن السعي لإغلاق هذه الجمعية الخيرية قد يدخل في نطاق صعب ترمز إليه الآية الكريمة، حيث قال الله تعالى: “فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين”.
وأضاف السفرتي في حديث لوكالة” جيهان” للأنباء أن جميعة كيسما يوكمو معروفة لدى العالم أجمع بسعيها الدؤوب لفعل الخير وتقديم المساعدات، لافتًا إلى أنه زار أفريقيا وشاهد بعينه الخدمات التي أشرفت عليها الجمعية، وخصوصًا في المجال الطبي، مؤكدًا أنه رأى في نيجيريا مستشفى ضخمًا أنشأته الجميعة، وأن هذا المستشفى يعتبر نسخة من مستشفى “سماء” الموجود في إسطنبول، مشددًا على أن تجميد أنشطة هذه الجمعية يعتبر بمثابة سد لأبواب الرزق على الآلاف بل الملايين من البشر المحتاجين.
وأوضح السفرتي أن الساعين إلى إغلاق جمعية كيسما يوكمو الخيرية قد يشار إليهم بما ورد في الآية الكريمة في سورة” الماعون” (ويمنعون الماعون)، آملاً في أن يعود متبنّو فكرة تقليص أنشطتها إلى رشدهم حتى لا يكونوا من المقصودين بهذه الآية الكريمة، لافتًا إلى أن الجميعة تعتبر بابًا عظيمًا لمساعدة الناس، وعلى أهل الإيمان أن يبادروا لدعمها والوقوف إلى جانبها لتبقى مستمرة في تقديم المساعدات لمحتاجيها، لأن أهل النفاق يبذلون في المقابل كل ما في وسعهم لإغلاقها أو تعطيل أعمالها.
وأشار المفكر الإسلامي الأردني إلى أنه زار قطاع غزة المحاصر ورأى ما يسر القلب من خدمات الجمعية، خصوصًا فيما يتعلق بكفالة اليتيم وحفر الآبار وتوفير المياه النظيفة لسكان القطاع، قائلا إن جمعية كيمسا يوكمو كانت أولى الجمعيات الخيرية التي وصلت إلى قطاع غزة أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير عليه، حيث سارعت إلى إيواء الفارّين من القصف وأشرفت على علاج الجرحى والمصابين من خلال مستشفيات ميدانية أقامتها هناك، كما قدمت المعونات المادية والعينية للمئات من الأسر المتضررة من القصف الإسرائيلي.
وشدد السفرتي على أن الجمعية تحظى باحترام وتقدير الملايين من البشر حول العالم بسبب أعمالها الخيرية، منوهًا إلى أن سكان بعض المناطق المتضررة في العالم يظنون أن مساعدات الجميعة هي معونات من دول وحكومات بسبب ضخامتها، غير أن الحقيقة أنه لا علاقة للحكومة بالجميعة، بل هي نتاج من عمل المتبرعين وفاعلي الخير.
وأكد أن بعض العائلات تقطع من أقواتها وتهب مالديها للجميعة لإنفاقه على المحتاجين، مبديا دهشته من أنه وبعد كل هذا الجهد تعمد الحكومة التركية إلى إغلاق هذه الجمعية بسبب نزعة نفسية أو سياسية لا جدوى منها، مشبهًا إغلاقها بقطع لقمة العيش عن آلاف البشر الذين تتكفل بهم الجمعية.