لندن (زمان عربي) – قالت مجلة “ذي إيكونومست” البريطانية إن أكراد تركيا يشعرون باستياء كبير وإن مسيرة السلام الداخلي وصلت إلى مرحلة الانهيار بسبب سياسة أنقرة تجاه سوريا، مؤكدة أن ذلك سيؤثر سلبا على تركيا من الداخل.
ووصف مقال للمجلة البريطانية، نقله موقع” بي بي سي” باللغة التركية، الصورة الحالية للحدود التركية السورية بـ”المثيرة”، قائلة: “من ناحية تأتي أصوات الاشتباكات من بلدة كوباني تحت الأدخنة السوداء المتصاعدة، ومن ناحية أخرى، يراقب الجنود الأتراك تطورات الأحداث بلا مبالاة”.
واعتبرت المجلة تجاهل تركيا دعوات دعم ومؤازرة كوباني، وعدم قيامها بأية تحركات، حتى الآن، في سبيل ذلك موقفا متهورا ومربكا للغاية، مؤكدةً أن هذه الاستراتيجية لن تكون في صالح أنقرة، حيث أن موقفها الراهن تجاه سوريا سيفسد علاقاتها مع كل من الولايات المتحدة في الخارج، والأكراد في الداخل، ما قد يؤدي إلى تفاقم مشاعر الثورة أو العصيان الكامنة لدى الأكراد ويؤججها مرة أخرى.
وذكرت المجلة بتصريح زعيم منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية عبد الله أوجلان بأنه في حال سقوط كوباني ستنتهي مسيرة السلام بين المنظمة والحكومة التركية، وتابعت: “لذلك فإن الأكراد خرجوا للتظاهر في الشوارع يوم الثلاثاء الماضي، احتجاجًا على سياسات أنقرة، كما أن الهروب المحتمل للمستثمر الأجنبي من تركيا قبل الانتخابات التشريعية في 2015 قد يضع حزب العدالة والتنمية الحاكم في موقف حرج”.
وأشارت المجلة إلى الاشتباكات التي وقعت منذ يوم الثلاثاء حتى اليوم بين مؤيدي حزبي الدعوة الحرة، أو حزب الله التركي، والعمال الكردستاني، معتبرة ذلك من أكثر العوامل التي تبعث على القلق في تلك الأحداث.
ولفتت إلى أنه في التسعينات من القرن الماضي دخل “الأكراد الإسلاميون” أو “منظمة حزب الله التركية” في صراع دموي مع حزب العمال الكردستاني، راح ضحيته الآلاف من المواطنين الأكراد، لافتة إلى أن “الدولة العميقة”، تحت قيادة الجنرالات الأشرار، حرّضت “الأكراد الإسلاميين” على إخوانهم القوميين.
واختتمت المجلة مقالها بأن مسيرة السلام، التي طالما تفاخر بها الرئيس رجب طيب أردوغان بدأت تنهار بوتيرة سريعة.