إسطنبول (زمان عربي) – لم تكن الدراما التركية بعيدة عن الواقع الذي تشهده البلاد؛ فقد انعكست وقائع السرقة والفساد، التي اتهم بها حزب العدالة والتنمية، وعدد من وزرائه، على المسلسلات الجديدة، التي يتم عرضها حاليًا على شاشات التليفزيون.
ففي الوقت الذي ظهرت فيه مؤخرًا مسلسلات تحمل أسماء تعبر عن عمليات السرقة مثل “الأموال السوداء والحب ” (Kara Para Aşk)، و”سارق القلب” (Kalp Hırsızı) ،ظهر عدد آخر من المسلسلات، تتضمن سيناريوهاتها وقائع سرقة ونصب، مثل أفلام “يا لك من إسطنبول”(Ulan İstnbul)، و”اسمي جولتيبه” (Benim Adım Gültepe) ،و”مسائل القلب” (Gönül İşleri)، و”السحلية” (Kertenkele)، في العرض على شاشات القنوات الكبيرة في التليفزيون التركي ويتابعها عدد كبير من المشاهدين.
فقد بدأ مسلسل “السحلية” في العرض على شاشات قناة (ATV)، والذي تدور قصته حول أحد اللصوص معروف بذكائه ودهائه، حتى أن رجال الشرطة لا يتمكنون من الإيقاع به، في أية واقعة من وقائع السرقة التي يقوم بها.
أما مسلسل ” الأموال السوداء والحب ” فيتناول قصة أحد المفتشين الذي يواجه الجرائم في عالم ملوث بسبب المال والجشع”.
بينما يتناول مسلسل “مسائل القلب” الذي دخل موسم العرض حديثًا على قناة (Star TV)، قصة إحدى الفتيات التي تتحطم آمالها ومشاعرها خلال أحداث المسلسل جراء عملية سطو على أحد محال المجوهرات.
ويظهر أحد المشاهد من مسلسل “اسمي جولتيبه” الذي بدأ في العرض على قناة (Kanal D)، من خلال مقولة أحد الممثلين “إن السرقة لم تعد مهارة وخفة ظل، بل أصبحت وسيلة للبقاء..”، مدى ما آلت إليه الأوضاع في البلاد.
كما يتابع المشاهدون كل أسبوع أسلوبا وتقنية جديدة في أعمال السرقة من خلال مشاهدة مسلسل “يا لك من إسطنبول “، الذي يعرض على قناة (Kanal D) أيضًا ويتناول قصة رئيس عصابة تتكون من عدد من أصدقائه وأعمالهم الإجرامية، ويمكن لقراء الصحف والمطلعين على أخبار الحوادث في وسائل الإعلام والصحف التركية، إدراك مدى التشابه بين هذه المشاهد وأحداث مشابهة لها تحدث في عالم الواقع الذي نعيشه في حياتنا اليومية.
ووفقًا لأحد الأخبار التي تصدرت صفحات الجرائد فى 26 أغسطس الماضي، فإن قوات الأمن بمدينة ألازيغ، شرق تركيا، تمكنت من إلقاء القبض على 5 أشخاص، بينهم إمرأة، مشتبه بهم في قضايا سطو على منازل وأماكن عمل وشركات في 4 مدن مختلفة.
وأشارت التقارير إلى أن المشتبه بهم قاموا بعمليات السطو والسرقة بالطريقة نفسها التي شوهدت في أحد مشاهد مسلسل “يالك من إسطنبول”،حيث تعكس العصابة صورة عائلة سوية من خلال شابة، تبلغ من العمر 21 عامًا ؛وترتكب جرائمها دون أن يعرف أحد بحقيقة أمرهم أو يشعر بما يقومون به.
ومن المؤكد أن كل واحدة من الجرائم التي نسمع عنها في حياتنا اليومية، نشاهد اقتباسات من مشاهدها تعرض على شاشات التليفزيون، وأن المسلسلات التركية تعد مرآة للحياة، ولما يراه الكتاب داخل المجتمع، حقيقة لا يمكن إغفالها أو التغاضي عنها.
ومن المتعارف عليه أن الكتاب ومعدي السيناريوهات يستمدون كتاباتهم من خلال ما يشغل الرأي العام في هذه الفترة أو هذه المرحلة؛ وقد يذكر المشاهد المسلسلات البوليسية، والمسلسلات التي تتناول قضايا الأسرة والانتحار، والدولة العميقة، وغيرها من الموضوعات التي شغلت الرأي العام في فترة من الفترات، وتناولتها الدراما في ذلك الوقت، واليوم أصبحت عمليات السرقة والفساد، هي الموضوع الرئيسي للمسلسلات الجديدة.