أنقرة (زمان عربي) – شنت السلطات التركية صباح اليوم” الثلاثاء” حملة اعتقالات جديدة في صفوف قيادات الشرطة بالعاصمة أنقرة بتهمة التنصت غير المشروع أو الانتماء لحركة الخدمة أو ما تسميه الحكومة بالكيان الموازي.
وتركت الحملات المتتالية، التي تطال رجال الشرطة في مختلف الأجهزة الأمنية، انطباعًا سيئَا وآثارًا سلبية لدى الموطنين، وأثارت العديد من التساؤلات حول الهدف الحقيقي من هذه الحملات، وفي هذا الوقت بالذات.
وعبر العديد من المواطنين عن قناعتهم بأن حملات الاعتقال في صفوف الشرطة بتهمة التنصت أو غيره، إنما تهدف إلى تكميم أفواه الرأي العام وصرف أنظارهم عن التخبّط السياسي الذي تعيشه الحكومة في الآونة الأخيرة.
وأشار العديد من المغردين الأتراك على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن الحكومة التركية تتخبط بشكل عشوائي في سياستها الخارجية، لاسيما فيما يتعلق بموضوع الاشتباكات الجارية في مدينة عين العرب( كوباني) السورية، حيث صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب عودته من زيارة أفغانستان بأن تركيا لن تسمح بفتح ممر لنقل السلاح إلى المقاتلين الأكراد في كوباني، لأنهم ينتمون إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، وإن هذا الحزب بنظر تركيا حزب إرهابي وذراع لحزب العمال الكردستاني في تركيا.
وماهي إلا ساعات قليلة حتى انقلبت الموازين رأسًا على عقب وتبدلت القرارات 180 درجة، حيث أجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصالاً بنظيره التركي أردوغان وتناول الطرفان فيه الأوضاع الجارية في كوباني، لتخرج الحكومة التركية عقب هذا الاتصال وتعلن أنها سمحت لواشنطن بنقل الأسلحة إلى المقاتلين الأكراد الذين طالما وصفهم أردوغان بالإرهابيين ولن يسمح بأي شكل من الأشكال لدعمهم بالسلاح.
أما المواطنون والسياسيون الأتراك فوقعوا في حيرة تجاه هذا التخبط الذي يعصف بالحكومة وبقرارتها المفاجئة والمتناقضة، وأشار العديد منهم إلى أن الحكومة تدرك تمامًا الصعوبات التي تعيشها هذه الفترة، لذا فإنها لم تجد طريقة لصرف الرأي العام عنها سوى شن حملات متتالية ضد أفراد الشرطة بعد تلفيق تهم ضدهم مثل التنصت غير المشروع أو الانتماء إلى الكيان الموازي.