إسطنبول (زمان عربي) – تناول الكاتب الصحفي التركي أحمد خاقان، في مقال له في صحيفة “حرييّت” اليومية، التخبط السياسي الذي تعيشه الحكومة في الظروف الراهنة، خصوصًا فيما يتعلق بالقرارات السياسية المرتبطة بالوضع الحالي لأزمة مدينة عين العرب (كوباني) السورية.
وأوضح الكاتب في مقاله أن التصريحات المتناقضة التي صدرت عن الحكومة خلال الأسبوع الماضي حول مساعدة الفصائل الكردية المقاتلة في كوباني، وموضوع فتح خطوط إمداد لدعمهم بالسلاح أو غيره أدخلت الصحفيين والمحللين السياسيين الأتراك في تيه لا مخرج منه، بل جُنّ جنون بعضهم أمام هذه التصريحات المتخالفة.
وضرب خاقان أمثلة عدة على التناقض الرهيب والتحول الجذري في القرار السياسي الصادر عن الرئيس رجب طيب أردوغان، مشيرًا إلى أن أردوغان صرح علانية بأن حزب الاتحاد الديمقراطي هو عبارة عن منظمة إرهابية، لاتختلف عن منظمة حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش، أي أن الثلاثة منظمات إرهابية لا فرق بين واحدة منها عن الأُخر.
وقال الكاتب: “بعد هذه التصريحات قلنا إن موقف تركيا من الاشتباكات في كوباني اتضح جليًّا لا يكتنفه أي غموض أو لبس، فهي تعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي حزبّا إرهابيّاً، ولن تمد إليه يد العون ولو بشربة ماء، لكن ما إن شرع الصحفيون والمحللون السياسيون في تحليل الموقف التركي بعد تلك التصريحات الواضحة حتى خرجت الحكومة لتعلن مجددًا أنها ستفتح الحدود أمام قوات البشمركة الكردية للعبور من شمال العراق إلى مدينة عين العرب والقتال إلى جانب حزب الاتحاد الديمقراطي الإرهابي بنظر الحكومة”.
وتابع: “عادت الحكومة مرة أخرى وأعلنت أن زعيم حزب العمال الكردستاتي عبد الله أوجلان قد تصرف بكامل المسؤولية حيال الأحداث الجارية في كوباني، وزعمنا أن هذا التصريح يعطي انطباعًا عن موقف الحكومة من أوجلان، وهو أن أوجلان شخصية معتدلة وجيدة ومقبولة، وأن بعض القياديين المقربين منه سيئون، لكن ما إن أمسك الصحفيون أقلامهم ليدوّنوا تصريحات الحكومة حوله، حتى باغتتهم مجددًا بالقول إن أوجلان هو من يحرك الاشبتاكات والأحداث الجارية في كوباني”.
وواصل خاقان الحديث عن تناقضات الحكومة قائلاً: “إن الحكومة أكدت أكثر من مرة بأن فتح ممر لمدّ المقاتلين الأكراد في كوباني بالسلاح أمر غير ممكن سواء من الناحية السياسية أو القانونية، فهذا الكلام يبيّن موقف الحكومة العلني من أنها لن تمنح الإذن لفتح ممر لإرسال السلاح أو مرور المقاتلين إلى عين العرب، لكن ما هي إلا ساعات قليلة حتى فاجأتنا التصريحات المنقولة عن الحكومة بأنها سمحت بفتح ممر وسمحت أيضًا بمرور مقاتلي البشمركة”.
وبعد كل هذه التناقضات الصادرة عن مختلف المسؤولين في الحكومة أكد الكاتب خاقان على أن الصحفيين والمحللين السياسيين الأتراك يعيشون الآن في تيه لا يجدون منه مخرجًا، حتى يكاد الواحد منهم يفقد قواه العقلية نتيجة لذلك، مطالبًا متابعي التطورات السياسية عن قرب أن يتوجهوا لعرض أنفسهم على طبيب نفساني، وإلا فعليهم أن يترقبوا الأسوء!