إسطنبول (زمان عربي) – أكد المفكر الإسلامي التركي الأستاذ محمد فتح الله كولن أن الإنسان هو أساس تحقيق السلام.
وبعث كولن برسالة إلى مؤتمر جنيف للسلام قال فيها: “إن لم يتمّ الانطلاق من الإنسان في حلّ المشكلات التي ظهرت مع ظهوره على وجه الأرض، فإن الاعتماد المجرد على الأنظمة السياسية والقانونية، لن يؤتي ثماره ولن يتخطى كونه مضيعة للوقت وإهدارا للموارد”.
ويتناول المؤتمر الذي يحمل عنوان: “صحوة المجتمع المدني لتنشئة إنسان محب للسلام”، والذي انطلقت فعالياته في مقرّ الأمم المتحدة، موضوعات دينية وتعليمية وأخرى تتعلق بوسائل الإعلام ومساهماتها في تكوين سلام دائم.
وينظِّم وقفُ الصحفيين والكتّاب الأتراك المؤتمر بالمشاركة مع معهد الحوارات في سويسرا، وقد قرأ المشرفون عليه الرسالة التي بعثها الأستاذ كولن وحملت معاني هادفة للسلام.
وقال كولن إن تحقيق السلام يعني تنشئة إنسان محب للسلام، وإن لم يقم الإنسان بنفسه بحل المشاكل التي تواجهه فإن المجهودات التي تبذل في إنشاء الأنظمة السياسية والقانونية لن تؤتي ثمارها ولن تكون إلا مجرد مضيعة للوقت وإهدار للموارد.
وتابع كولن: “إن جميع الأديان والتعاليم الأخلاقية إنما أُسست لتنشئة إنسان محب للسلام، سواء كان سلاماً داخلياً بين الإنسان ونفسه، أو بين الأمم وبعضها، أو بين الناس أجمعين، أو حتى بين عناصر الطبيعة التي تحيط بنا، ومع أنني أتقبّل إمكانية تأسيس تعاليم سلمية بمعزل عن التعاليم الدينية، إلا أنني أؤمن بأن الجموع الكبيرة لن تستطيع الالتقاء والعيش بتناغم في أجواء السلام إلا في ظل المناخ الديني السمح الذي يحتضن الجميع”.
وأوضح كولن في رسالته أنه اقترح منْح مكانة دولية ودينية لمدينة القدس بحيث يتمكن جميع المنتمين إلى الأديان الثلاثة من الوصول إليها بدون تأشيرة، وإدارةَ المدينة من قبل لجنة مشكلة من ممثلي ثلاثة أديان إبراهيمية تحت سقف الأمم المتحدة، نظراً لأن قضية القدس وفلسطين تكاد تكون مصدر جميع الصراعات التي عصفت بالشرق الأوسط في الماضي.
واستطرد كولن: “أرى أن هذا الاقتراح يكتسب أهمية كبرى أكثر من أي وقت مضى، لاسيما في هذه الأيام التي يهتزّ فيها الشرق الأوسط بإرهاب تنظيم داعش، ولو كان تم تفعيل هذا الاقتراح لكانت تحولت مدينة (القدس – دار السلام)، التي تُرى أنها سبب الصراعات الحالية، إلى عاصمة للسلام كما يدل عليه اسمها”.
وألقى كلمة افتتاح المؤتمر كلٌّ من رئيس وقف الصحفيين والكتّاب الأتراك مصطفى يشيل والسيدة علا غاندي، حفيدة الزعيم الهندي المهاتما غاندي.