إسطنبول (زمان عربي) قال المحامي عمر طورانلي، المكلف بالدفاع عن عدد من رجال الأمن المعتقلين في تركيا، إن قرار محكمة الصلح والجزاء بإخلاء سبيل أربعة من رجال الأمن الذين كشفوا عن أعمال منظمة السلام والتوحيد ذات الجذور الإيرانية، أجهض حملة تشكيل الوعي وخلق صورة ذهنية خادعة عن رجال الشرطة، الذين شاركوا في مكافحة الفساد والمنظمات الإرهابية .
وأضاف طورانلي في تصريحات للصحفيين أنه تم اعتقال رجال الأمن كلهم بطريقة مخالفةللقانون وسُلبت منهم حرياتهم، قائلا: “أؤمن بأن العدالة ستأخذ مجراها من جديد إن آجلا أو عاجلا، لكن يجب ألا تظلم الأسر والناس أثناء المحاكمات، كان ينبغي من الأساس عدم فتح تحقيقات ضدهم، لكن تم اعتقالهم مباشرة ثم إصدار قرار بإخلاء سبيلهم لعدم توافر الأدلة، لأن الأعمال التي قاموا بها موكلونا لم تكن موجبة للتحقيقات، واعتقالهم كان عقوبة ثقيلة للغاية، وظلما، ومخالفة للقانون”.
وأشار طورانلي إلى أن قضية الفساد والرشوة، التي تم الكشف عنها في 17 و25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والتي تعتبر أكبر قضية فساد في تاريخ البلاد انتهت بإصدار قرار بعدم السير في إجراءات التقاضي وإغلاق التحقيقات.
وأضاف: “هؤلاء الناس (رجال الأمن) ليسوا جواسيس، بل هم صائدو الجواسيس، وهم ليسو بلصوص، بل إنهم صائدو اللصوص،وهم أناس يضحون بأرواحهم من أجل وطنهم، ولذا ينبغي أن يحاكم موكلونا من دون حبسهم ويجب إصدار قرار بعدم المتابعة في ملفاتهم “.
وكان رجال الأمن الذين أفرج عنهم شنت عليهم حملة اعتقالات في وقت السحور من شهر رمضان الماضي في 22 يوليو/ تموز، وبقوا تحت الحراسة لمدة 8 أيام بالمخالفة للقوانين، ثم صدر قرار بحبسهم في 30 يوليو/ تموز، واحالتهم المحكمة إلى سجن متريس بإسطنبول، وتم الإفراج عن رجال الأمن بعد 85 يومًا من سجن سيليفري بضواحي إسطنبول الذي أحيلوا إليه الأسبوع الماضي.
كما أخلي في الأسابيع الماضية سبيل نجاتي أرصلان أحد رجال الأمن المعتقلين في إطار ملف تحقيقات منظمة السلام والتوحيد، وتم حتى الآن اعتقال 52 رجل أمن في ثلاث عمليات مختلفة في إسطنبول، وانخفض عدد المعتقلين إلى 47 بعد الإفراج عن رجال الأمن الخمسة.
ومنظمة السلام والتوحيد الإرهابية، التي برز اسمها بعد حملات المداهمات والاعتقالات التي طالت العشرات من رجال الشرطة، الذين كانوا يتابعونها في 22 يوليو/ تموز الماضي، واحدة من أخطر التنظيمات السرية التي لها جذور إيرانية والتي تنشط على الأراضي التركية.