بقلم: أرخان باشيورت
بعد أن انتُقد الرئيس رجب طيب أردوغان بسبب تصريحه عن إسقاط أمريكا السلاح عبر الجو للمقاتلين الأكراد في كوباني، والذي قال فيه إن هذا الأمر كان خطأ.
وأفاد أنه وعبر اتصال هاتفي مع أوباما رفض المساعدات الأمريكية المسلحة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني، وذكر أن تقديم السلاح لحزب الاتحاد الديمقراطي وهو امتداد حزب العمال الكردستاني في سوريا كان أمرًا خارجًا عن إرادة تركيا.
لم تأبه أمريكا بأنقرة حتى في الأزمة الحاصلة على الحدود التركية، وقالت واشنطن إن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني ليس على لائحة الإرهاب الأمريكية، وكأن ذلك رد على مساعدة تركيا للمنظمات التي كانت على لائحة الإرهاب الأمريكية.
وماذا لو وصلت الأسلحة الثقيلة لحزب العمال الكردستاني؟
وقد أوضح أردوغان بعد هذه التصريحات أن أهالي كوباني نزحوا عنها ولم يبقَ فيها إلا 2000 مقاتل.
وأضاف: “أنا الذي طرحتُ على السيد أوباما عبور البشمركة إلى كوباني”.
وإذا لم يبق في كوباني أحد سوى 2000 مقاتل كما صرح أردوغان فإن طرحه هذا أمر مثير للجدل.
وما الفرق بين تقديم السلاح الثقيل لكوباني من قبل البشمركة عن طريق تركيا وبين أن تقدم أمريكا السلاحَ لحزب الاتحاد الديمقراطي، وهو امتداد للعمال الكردستاني؟ فالأسلحة التي قدمتها أمريكا عبر الإسقاط الجوي دعم صريح، وليس هناك أي ضمان حول عدم وصول الأسلحة الثقيلة التي قدمتها البشمركة للاتحاد الديمقراطي إلى العمال الكردستاني.
الاتحاد الديمقراطي الكردستاني هو من طلب مجيئ البشمركة
صرح النائب البرلماني عن حزب الشعوب الديمقراطية سري ثريا أوندر لقناة (CNN) التركية أنهم أُعلموا من قبل السماح للبشمركة بالعبور من تركيا إلى كوباني وسُئلوا عن ردود فعل المنطقة، كما أفاد بأن المنطقة ليست لديها رد فعل على ذلك.
كما صرح رئيس حزب الشعوب الديمقراطية صلاح الدين دميرطاش بأن الذي طلب ذهاب البشمركة إلى كوباني هو حزب الاتحاد الديمقراطي وليس حزبه.
وتتجه الأنظار نحو هذه المرحلة لأنها كفيلة بكشف النقاب عن القوى الفاعلة في المنطقة.
وما هو السبب الذي قد يكون وراء ثقة تركيا بالبشمركة التي آوت العمال الكردستاني في جبال قنديل منذ 1991 حتى الآن، ومن المعروف أن هناك قياديين من العمال الكردستاني في صفوف البشمركة والاتحاد الديمقراطي.
فإذا كان هناك قلق من قيام دولة كردية مستقلة في سوريا فإن مجيئ البشمركة إلى المنطقة سيحل المشاكل التي بينهما وسيؤثر سريعًا في أحداث المنطقة.
لقد أصبحنا مجرد أداة
أخيرا فالتصريحات المتناقضة حول المساعدات المقدمة لكوباني تشير إلى عدم وجود حسابات مسبقة مستقلة ودقيقة، واستراتيجية واضحة حول منطقة كردية مستقلة في سوريا.
وإن ردود الفعل المتناقضة باستمرار لتضليل الناخبين يشكل ضربة قاضية لصورة تركيا في العالم، وواضح أن تركيا تلعب دور الأداة بدلا من أن تكون قوة فاعلة في المنطقة أو أنها تجلب الكرة إلى أرض الملعب بدلا من تسجيل الأهداف.