مرسين (تركيا) (زمان عربي) – كشفت الأسئلة الموجهة إلى رجال الأمن المعتقلين في تركيا عن النية الحقيقة وراء اعتقالهم، حيث أنهم كانوا قد تمكنوا خلال العام الماضي من ضبط كميات كبيرة من المخدرات والأغذية التي تعرضت لتغيير في جيناتها في مدينة مرسين جنوب تركيا، قبل توزيعها في الأسواق، وكشفوا عن العديد من الأحداث الإرهابية.
وبدلًا عن مكافأة رجال الأمن الذين واصلوا الليل بالنهار دون التفكير في ساعات العمل لأداء مهامهم على أكمل وجه، وُجهت إليهم أسئلة مثيرة للدهشة خلال التحقيقات من قبيل: “لماذا عملتم بهذه الجدية والنشاط وأكثر من أوقات العمل المحددة؟”.
وكشفت أسئلة المحققين الذين تم القبض منذ أيام قليلة بتهمة تشكيل وإدارة منظمة إرهابية، أبعاد عملية خلق صورة ذهنية خادعة لدى الرأي العام عن رجال الأمن، وكانت الأسئلة على النحو التالي: “أنتم مجرد رجال شرطة فقط، ما الداعي لأن تعملوا أكثر من اللازم؟ ولماذا لم تستخدموا حقكم في الراحة نهاية الأسبوع وفي الأعياد؟ ولماذ كنتم لا تذهبون إلى منازلكم حتى ساعات متأخرة من الليل؟”.
وأوضح مصدر الخبر أن الأسئلة التي وجهها فريق مكافحة الإرهاب المسؤول عن أمن البلاد إلى زملائهم الذين قبض عليهم بالاتهامات الموجودة في ملف القضية ليست لها علاقة بموضوع القضية، لافتين إلى أن الادعاءات لا تستند إلى أدلة قط، وأن الاعتقالات ما هي إلا عملية خلق صورة ذهنية خادعة لدى الرأي العام عن بعض رجال الأمن.
كما أوضح الخبراء الأمنيون أن العمليات الناجحة تتم من خلال جهد شاق وفريق صبور وذوي خبرة وكفاءة في عملهم، مشيرًا إلى تفشي الشعور بالحقد وعدم تقبل الآخر بين الموظفين داخل مديريات الأمن.
ولفت الخبراء إلى أن قرار اعتقال رجال الأمن الذين كشفوا أعمال الفساد المتورط فيها رجال من حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم جاءً بناء على تعليمات من رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان شخصيًا، موضحين أن هناك محاولة لعملية خلق صورة ذهنية خادعة لدى الرأي العام بحجة أن هناك محاولة للانقلاب على الحكومة، غير أنه تم الإفراج عن رجال الأمن لاحقًا لعدم عثور القضاة والمدعين العموم والذين تسيطر عليهم الحكومة أيضا على أدلة على التهم الموجهة لرجال الأمن.