مانيسا (تركيا) (زمان عربي) – بعد فاجعة منجم الفحم الذي راح ضحيته 301 عاملا في بلدة سوما بمحافظة مانيسا الواقعة غرب تركيا، شهدت المدينة ذاتها هذه المرة واقعة مذبحة أشجار؛ حيث بادرت مجموعة شركات” كولين” المقربة من الحكومة، والتي تستعد لإنشاء محطات توليد الطاقة الحرارية، إلى قطع 6 آلاف شجرة زيتون موجودة بقرية “يرجا” التابعة للمدينة.
ومع أن أهالي وسكان القرية حاولوا الحيلولة دون قطع الأشجار، إلا أنهم قوبلوا بعنف شديد من قبل أفراد الأمن.
وقالت النساء اللاتي ذرفن الدموع إزاء قطع أشجار تتراوح أعمارها ما بين 20 و30 سنة إن آمالهن انقطعت بعد هذا الحادث الشنيع.
أما الغريب فهو أن مجلس الدولة أصدر قراراً بوقف التنفيذ بعد الانتهاء من قطع الأشجار، أي بعدما كانت الكارثة قد وقعت وحل الخراب بالأهالي.
وعندما أراد أهالي القرية، الذين يواصلون الليل بالنهار، بين بساتين الزيتون منذ 16 يوما، أن يمنعوا وقوع مذبحة الزيتون التي بدأت ليلا، انهال عليهم رجال الأمن التابعون للشركة بالضرب المبرح.
ونتيجة للشجار الناشب تم تكبيل ثلاثة من الأهالي ومحامٍ وحبسهم في كوخ يقع على مسافة 4 كيلومترات، بينما أصيب شخص في رأسه بسبب كبسولة غاز.
وقام أهالي القرية ونشطاء البيئة عقب الأحداث، صباح أمس، بقطع الطريق المؤدي إلى المنطقة المقرر إنشاء محطات توليد الطاقة الحرارية عليها أمام الحركة المرورية، مما دفع قوات الدرك إلى تحذيرهم لفتح الطريق، إلا أن الأهالي لم يعيروا تحذيراتهم اهتماما.
وبناء على ذلك توجه بهاء الدين أتشي، محافظ سوما، إلى مكان الواقعة لإقناع الأهالي، ولكن قال الأهالي للمحافظ: “أين كانت الدولة صباح أمس؟ تم قتل كل هذه الأشجار، وشجرة الزيتون تزرع في 20 سنة، ماذا عسانا أن نفعل الآن؟”.
وقال أوزجور أوزل، نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض عن مدينة مانيسا إنه تم قطع 6 آلاف شجرة زيتون بدون وجه حق، حارب أهالي البلدة من أجل حمايتها منذ 19 سبتمبر/ أيلول حتى الآن، لكن الآن لم تبق شجرة واحدة لم تقطع”.
وتقدمت هيئة المحامين في مانيسا بشكوى جنائية للنيابة العامة في المدينة بخصوص فريق الأمن الذي ضرب الأهالي.
وبعد كل ما حدث، أصدر مجلس الدولة قراراً بوقف تنفيذ قطع الأشجار بعد الفراغ من قطع 6 آلاف شجرة، فيما عبّر أهالي القرية الذين عجزوا عن منع تدمير الأشجار عن استيائهم وعدم ترحيبهم بقرار القضاء.