واشنطن (أ ف ب) – كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن الرئيس باراك أوباما وجه رسالة سرية إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي لبحث تعاون محتمل في المعركة ضد المتشددين حال تم التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني.
وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن “أشخاص اطلعوا على النص” أن أوباما وجه الرسالة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى خامنئي ذاكرا ما أسماه “المعركة المشتركة” ضد تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف (داعش).
والعلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة مقطوعة منذ العام 1979 مع أزمة احتجاز الرهائن إثر اقتحام السفارة الأمريكية في طهران.
لكن يتم الاعتراف بشكل متزايد بأن ايران التي لا تزال تعتبرها واشنطن دولة داعمة للإرهاب، يمكن أن تلعب دورا في إعادة الاستقرار إلى دول مثل سوريا والعراق.
ورفض المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست تأكيد أو نفي هذا التقرير قائلا: “لست في موقع يخولني بحث رسائل خاصة بين الرئيس وأي قائد في العالم”.
لكن قال ارنست إنه على هامش هذه المحادثات التي تجري ضمن مجموعة القوى الكبرى (5+1)، بحثت إيران والولايات المتحدة التهديد الذي يشكله المتشددون.
وتتفاوض إيران والولايات المتحدة حاليا على صفقة معقدة تتيح وقف البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الدولية عن الجمهورية الإسلامية.
لكن ارنست أكد الموقف الأمريكي بأن الولايات المتحدة “لن تتعاون عسكريا مع إيران في ذلك الصدد، ولن تشاطرها معلومات استخباراتية”.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن اوباما شدد في رسالته إلى خامنئي على أن أي تعاون في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية سيكون رهنا بالتوصل إلى اتفاق شامل في المجال النووي مع اقتراب استحقاق 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الذي حدد موعدا لإبرام اتفاق.
وتابعت الصحيفة أن الرسالة يعتقد أنها الرابعة التي يوجهها أوباما إلى خامنئي منذ تولي الرئيس الأمريكي السلطة في 2009.
وقال مسؤولون أمريكيون للصحيفة إن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية لم يرد أبدا شخصيا على هذه الرسائل.
وقد عبرت عدة دول حليفة لواشنطن في المنطقة بينها إسرائيل وكذلك السعودية عن مخاوف من محاولات الإدارة الأمريكية فتح حوار دبلوماسي مع إيران، وقالت مصادر الصحيفة الأمريكية إن البيت الأبيض لم يبلغ أيا من هذه الدول مسبقا برسالة أوباما.
وسيلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري غدا الأحد نظيره الايراني محمد جواد ظريف وكذلك وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي في سلطنة عمان لإجراء جولة جديدة من المحادثات.
وسيجتمعون في مسقط التي استضافت محادثات سرية أمريكية-إيرانية في العام 2012 أسفرت إلى حد كبير عن إعادة طهران إلى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي.
وبعد محادثات مسقط، ستنقل المفاوضات إلى فيينا في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وتضم مجموعة 5+1 الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) إلى جانب المانيا.