أنقرة (زمان عربي) – اتخذ حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، خطوة يمكن وصفت بالتاريخية لمواجهة احتكار الدولة طباعة ونشر وتوزيع كتاب “كليات رسائل النور”، للأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي، أحد أكبر علماء الدين في تركيا في القرن العشرين.
وتقدم الحزب بطلب للمحكمة الدستورية لإلغاء ووقف سريان 23 مادة من حزمة القوانين الأخيرة، التي مررها حزب العدالة والتنمية في البرلمان والتي تحتوي على مادة تعطي للدولة حق احتكار طبع ونشر وتوزيع كتاب كليات رسائل النور.
وقال نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري عاكف حمزة تشابي إن هذه التعديلات مخالفة للحرية ولحقوق الملكية الفكرية.
ويمنع منذ 8 أشهر طباعة رسائل النور بعد أن قامت الدولة باحتكارها بموجب التعديلات القانونية الأخيرة التي مررها حزب العدالة والتنمية في البرلمان بعملية في منتصف الليل.
وأوضح حمزة تشابي أن حزب العدالة والتنمية أدخل المادة التي تعطي للحكومة حق تأميم أي عمل فكري وأدبي تريده حيز التنفيذ، قائلا: “من الممكن أن تقوم الحكومة بتغيير محتوى كتاب كليات رسائل النور بموجب تلك التعديلات القانونية، وقد تقوم بفرض رقابة سرية”.
ووصف رئيس تحرير جريدة “يني آسيا” التركية، كاظم جولاتش يوز، على مبادرة حزب الشعب الجمهوري بتقديم طلب إلى المحكمة الدستورية التركية لإلغاء الحظر المفروض على كتاب كليات رسائل النور، بأنها “حدث تاريخي”.
وقال جولاتشيوز: “إن هذا ما كنا نتوقعه بالفعل، فقد كانت التعديلات عيبا قانونيا، وكان يجب إلغاؤها، ولكن أن تأتي هذه الخطوة من جانب حزب الشعب الجمهوري، فإنها تعد معبرة جدا، ففي عهد حزب العدالة والتنمية يحظر طبع ونشر كليات رسائل النور منذ شهر مارس/ آذار الماضي، أي ما يقرب من 8 أشهر، والآن رفع الستار وظهر للجميع من يحظر نشر رسائل النور ومن يسعى لرفع الحظر عنها. ويجب فهم ذلك فهما صحيحا من جانب من لهم علاقة بالأمر”.
حزب الشعب الجمهوري لم يعد كما كان في ثلاثينيات القرن الماضي
واستطرد جولاتش يوز قائلًا: “إن حزب الشعب الجمهوري يقوم الآن باتخاذ خطوات وإجراءات يمكن تفسيرها بأنها محاولة منه لتصحيح أخطائه في فترة ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي وهو يريد أن يقول إنه ينوي أن يتغير بدءا من عام 2014 “.
وتابع أن الحزب يتقدم بخطوة تاريخية في محاولة لرفع الحظر المفروض على رسائل النور في فترة حكم حزب العدالة والتنمية، فالأدوار قد تبدلت، وبدأ حزب العدالة والتنمية في التحول إلى ما يشبه حزب الشعب الجمهوري القديم، وعلى الجانب الآخر نجد حزب الشعب الجمهوري بدأ يسلك طريقا يحقق مبادئ الديمقراطية والإرادة الوطنية، وقد يحاول منتسبو جماعة النور، المقربون من الحكومة، التعليق على هذه الخطوة بتأويلات مختلفة ، إلا أن هذه الخطوة في الواقع هي خطوة تاريخية.
وواصل جولاتش يوز: ” وليس من السهل أن يتم تقييم الموقف بمنطق السياسة اليومية، فتلك الخطوة تعد تغييرا جذريا في خط سير حزب الشعب الجمهوري، وينبغي على الحزب أن ينمي ويطور هذا الاتجاه الذي بدأ يسلكه، حتى يوفق في تحقيق سلام حقيقي مع الشعب التركي، وأن يستمر في سلوك هذا الدرب، وأظن أن حزب الشعب الجمهوري سيستمر في الخط الصحيح الذي اختاره وانتهجه خلال الفترة المقبلة أيضًا”.