إسطنبول (زمان عربي) – أخذ كتاب “يتجلى في الحجاب سبعون من أسماء الله” للكاتبة “نورية تشيليجين” ، مؤخرا، موقعه في عالم الكتاب.
وتعتقد الكاتبة تشيليجين أن “معنى الحجاب بالنسبة للمرأة هو إظهار سبعين اسماً من الأسماء الإلهية في نفسها في آن واحد” وترى الكاتبة أن المرأة المحجبة تتفتح بقلبها معاني أسماء الله الحسنى.
تتناول تشيليجين ، في كتابها الجديد ، قضية الحجاب والاحتشام في المجتمع التركي، معتمدة على أسماء الله الحسنى لتدعيم رأيها وموقفها، وتقول: “إن حجابنا بحاجة إلى الحجاب الذي يستره، فنحن نظن أنفسنا محجبات، إذن فلدينا أزمة في الظنون”، وتناولت الكاتبة قضية الحجاب من عدة جوانب مختلفة في أحد حواراتها، وفيما يلي نص الحوار.
لقد تناولت في كتابك ” يتجلى في الحجاب سبعون من أسماء الله ” قضية الحجاب عبر أسماء الله الحسنى.. فكيف كانت الفترة قبل رؤية الكتاب النور؟
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]يمكننا أن نرى أسماء الله وصفاته في كل أسمائه، لكنني تناولت سبعين اسما فقط منها، مستشهدة بالأحاديث النبوية الشريفة، فالأسماء السبعون تتلألأ عند كل إنسان في الظاهر، وفي الوقت الذي يستر الحجاب فيه المرأة تنفتح المرأة من خلال الحجاب على معاني تلك الأسماء.[/box][/one_third]- هذا الكتاب ليس كتابًا عاديًا عن الحجاب والاحتشام، مثل باقي الكتب المعروفة على الساحة، وإنما حرصت أثناء كتابته على تصوير رؤيتي للحجاب من منظوري الخاص، في صورة نقاط وملاحظات بسيطة عن العلاقة بين الحجاب وأسماء الله الحسنى. وقد كان الحديث النبوي “إِنَّ الْمَرْأَةَ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيُرَى بَيَاضُ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ سَبْعِينَ حُلَّة حَتَّى يُرَى مُخُّ ساقيها، وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: (كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ). فَأَمَّا الْيَاقُوتُ فَإِنَّهُ حَجَرٌ لَوْ أَدْخَلْتَ فِيهِ سِلْكًا ثُمَّ اسْتَصْفَيْتَهُ لَأُرِيتَهُ مِنْ وَرَائِهِ”. أخرجه الترمذي (2523)، نقطة انطلاقي في كتابته. واستغرق التفكير مني وقتا طويلا في ماهية تلك الحُلل السبعين أثناء الكتابة، وخلصت إلى أنها تشير إلى سبعين من أسماء الله الحسنى التي تتجلى في الحجاب الصحيح. وكما أشرت في الكتاب، فإن الحجاب الخاص بالمرأة يجب أن يشمل الأسماء السبعين في آن معًا، وسيُشبع الله روح المرأة الولعة بالجمال في الجنة، من خلال كسوتها بسبعين حلة تختص كل واحدة منها باسم من أسمائه الحسنى، وستظهر النساء اللواتي لا يفرطن في حس الرغبة في مشاركة جمالهن مع الآخرين بخلع حجابهن، متزينات بأسماء الله في الجنة.
هل كانت رسالة التستر للأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي مصدر إلهام لكِ؟
– بالطبع.. فالعلاقة التي استنبطتها بين الحجاب وأسماء الله الحسنى هي ترسيخ لهذا التوجه في كتاب رسائل النور للأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي، فرسالة الأستاذ عن أسماء الله الحسنى هي امتداد لرسالته عن الحجاب والتستر، فهذا تطور مهم جدا في تناول القضية، فالأستاذ يتناول في رسالته أسماء الله الحسنى بعد رسالته عن الحجاب قائلًا: إن المرأة كالبذرة إذا محت أنانيتها وغرورها بدفنها في تراب التستر والحجاب، ستصل في الآخرة إلى نتيجة شبيهة بالشجرة التي تنشأ وتنمو بعد فناء البذرة تحت التراب في هذه الدنيا.
ويتحدث الأستاذ في الفصل الثالث من رسالة الحجاب عن الإباحة أو الإجازة، ويوجه كلامه للمرأة قائلا: “إن هذا الجسد، وهذا الجمال أمانة عندكن، وليس ملك لكن”.
هل تندمج جميع أسماء الله الحسنى في تلك الأسماء السبعين؟
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]إن سر خلق الإنسان هو أن يعكس جمال أسماء الله وصفاته، ويكون كالمرآة لها، والحجاب يعد من أهم العناصر التي تجعل المرأة مرآة لأسماء الله الحسنى، فالكثير من معاني تلك الأسماء يندمج في معنى الحجاب،[/box][/one_third]- في الواقع، يمكننا أن نرى أسماء الله وصفاته في كل أسمائه، لكنني تناولت سبعين اسما فقط منها، مستشهدة بالأحاديث النبوية الشريفة، فالأسماء السبعون تتلألأ عند كل إنسان في الظاهر، وفي الوقت الذي يستر الحجاب فيه المرأة تنفتح المرأة من خلال الحجاب على معاني تلك الأسماء.
يمكننا أن نتوصل إلى معاني الأسماء مثل الستار والغفار والنور من خلال الحجاب ، ولكن كيف لنا أن نؤسس العلاقة بين الحجاب والأسماء الأخرى مثل الرقيب، والمتكلم، والمميت؟
– إن سر خلق الإنسان هو أن يعكس جمال أسماء الله وصفاته، ويكون كالمرآة لها، والحجاب يعد من أهم العناصر التي تجعل المرأة مرآة لأسماء الله الحسنى، فالكثير من معاني تلك الأسماء يندمج في معنى الحجاب، وعند إمعان النظر في قصة سيدنا آدم وأمنا حواء نجد أن غطاءهما وسترهما ينكشف بمجرد أكلهما من الشجرة الممنوعة، التي كانت السبب في خروجهما من الجنة، وأصبحت سترا وغطاءً يحجب الأسماء، وبخاصة بالنسبة للمرأة المرأة، إذ تتجلى معاني وقيم تلك الأسماء لدى المرأة عند حجابها، فالحجاب يلعب دورا مهما جدا في تجلي عالم الروح عند المرأة، وانفتاحها على عالم القلب، وتربية النفس؛ فالتستر هو ما يقتل أنانية وغرور المرأة، وبهذا يعكس صفة “المميت” (أي الذي يخلق الموت ويوجهه لمن يشاء)؛ أو “الرقيب” (أي المطلع والمراقب لكل شيئ)؛ إذ يقول الحجاب: هناك رقيب يرانا ويطلع علينا، وهو لايرضى لنفسه منافسا، ولايريدنا أن نسقط في حب غيره، أو من الممكن أن يكون اسم “المتكلم”.. فإذا وجدت المرأة نفسها في موقف تتكلم فيه مع شاب غريب، فلا تفصح عما في قلبها، حتى لاتظهر صفاتها الأنثوية، وإلا سينكشف الغطاء بينها وبين مشاعرها، وينزل بالتالي ستار بينها وبين اسم الله “المتكلم” ويحجب معنى هذا الاسم أي أن المرأة تنفتح على معنى اسم” المتكلم” عندما تتحجب بحجابها.
كيف يجب علينا أن نفهم نزول آيات الحجاب بالتدريج في القرآن الكريم؟
– إن آيات الحجاب والحشمة لم تأت على مراحل كثيرة مثل آيات النهي عن شرب الخمر، التي جات تدريجيًا، في البداية يقال غضوا أبصاركم للرجال والنساء، ثم يتم وضع شروط المحادثة بين الرجل والمرأة، فهم لم يكونوا يتجولون عراة بخلاعة حتى قبل نزول آيات الحجاب ،فقول عمر الفاروق لزوجة الرسول صلى الله عليه وسلم: “لقد عرفتك” مهم جدًا، فالحجاب في أصله هو عدم المعرفة، وعندما جاءت آيات الحجاب في القرآن الكريم، نجد أن الصحابة الكرام كانوا مستعدين لذلك، فقاموا بتطبيق أمر الله فور نزوله.
هل تمتحن نساء اليوم بالحجاب؟
– إن المحجبات اليوم يمتحن بحجابهن، نحن نظن أنفسنا محجبات، إذن فلدينا أزمة في الظنون، إن حجابنا بحاجة إلى حجاب آخر يستره.
لقد قلتِ في شبكات التواصل الاجتماعي “يجب أن نطلق حملة حجاب من أجل المحجبات”… هل يمكنكِ أن توضحي لنا الغرض من قولك هذا؟
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]الحجاب يلعب دورا مهما جدا في تجلي عالم الروح عند المرأة، وانفتاحها على عالم القلب، وتربية النفس؛ فالتستر هو ما يقتل أنانية وغرور المرأة، وبهذا يعكس صفة “المميت”. [/box][/one_third]- إننا نحسب أنفسنا محجبات عندما نغطي رؤوسنا فقط، ومجتمعنا يرى الحجاب والحشمة على أنه غطاء الرأس فقط، إلا أن غطاء الجسد والروح أيضًا مهم، فما أكثر من يغطين رؤوسهن، دون ستر الروح؛ أو يكون الجسد عاريا؛ أو تلفت الأنظار على الرغم من حجابها، ويحزنني أن أرى هؤلاء، فقد أصيب حجابنا بالتشوه، ويجب علينا أن نكافح من أجل تربية النفس، وأن نكون مثالا، ونحرص على التبليغ.
هل الموضة في الأزياء تلعب دورا في التنازل عن مواصفات الحجاب؟
– الحجاب يكون عادة ضحية لموضة الأزياء، وتتسبب الموضة في التنازل عن مبادئ الحجاب أو بعض منها ، فعندما ترتدي امرأة أحد الأزياء، تراها الأخريات ويقتدين بها قائلة: “إذن يمكن أن نرتدي هكذا” ،مقلدة إياها، ومثال على ذلك الشال، فقد بدأ النساء لبس الشال بنية حسنة في البداية، ولكن الآن يتم لفه بدون دبابيس، بطريقة تظهر الأذنين والعنق.
إن رياح حظر الحجاب بالقوانين لم تعد تهب هذه الأيام، فمن أخذ مكان الفتيات والبنات اللاتي كن يواجهن المشكلات ويكافحن من أجل الحجاب؟
– من الصعب أن نجد بنات ينسجمن مع حجابهن، فقد كان المنع يلعب دورا في تمسك الفتيات بحجابهن، فالسعي لاكتشاف معاني الحجاب والتطور في البعد الروحي كانا أكثر في فترات الكفاح والدفاع من أجل الحجاب، وقد أصيب حجابنا بتشوهات من خلال الحريات التي أطلقت في هذا المجال، وحرية دخول النساء لكل مكان واختلاطهن بالرجال بكل سهولة أدت بهن إلى تغيير طريقة لباسهن.
هل تم تفريغ الحجاب من معناه ؟
– يبدو هكذا، ولكنه لن يكون كذلك إن شاء الله، التستر انتشر كثيرا، وبالتأكيد تقل الجودة في الشئ الذي يتوافر بكثرة، ولذلك فلنقل إن الجودة قلت، فنحن بحاجة للسعي وبذل الجهد لرفع هذه الجودة أكثر.