إسطنبول (زمان عربي) – منطقة الفاتح التي تأسست في محيط أول أكبر الجوامع العثمانية بمدينة إسلامبول، وحملت لقب السلطان العثماني محمد الثاني، فاتح القسطنطينية، كانت بمثابة القلب النابض لاثنتين من أكبر الإمبراطوريات التي شهدها العالم، وهما الإمبراطوريتان البيزنطية، ثم العثمانية.
استطاعت تلك المنطقة العتيقة، الواقعة في حدود بلدية الفاتح بمدينة إسطنبول اليوم، أن تحافظ على ما تحمله من طابع ديني منذ تأسيس المدينة وحتى يومنا هذا. وقد باتت دوما تذكر مع ذكريات وآثار الأباطرة والسلاطين في تاريخ المدينة، إذ كان فيها قبر الإمبراطور البيزنطي قسطنطين التذكاري ، وكنيسة الحواريين التي بنيت في نفس المكان في عهد جيستنيان الأول، والكلية الكبيرة التي بنيت من قبل السلطان محمد الفاتح على مدار تاريخ المدينة. وقد حظيت المنطقة باهتمام خاص عند تأسيسها، نظرًا لوجود قبر الإمبراطور البيزنطي قسطنطين بها.
بسبب وجود مجرى فالنس المائي بها، بالإضافة إلى موقعها المطل على كل من خليج القرن الذهبي وبحر مرمرة، تكثفت بالمنطقة القصور والجوامع لموقعها الفريد سواء قبل فتح المدينة أو بعده.
تضم تلك المنطقة قصور فلاسيللا وأوجوستا بولهيرا، وصهاريج مياه أركاديوس، وموديسيوس، بالإضافة إلى مجرى فالنس المائي، ومسلة الإمبراطور البيزنطي مارقين، وغيرها من الآثار البيزنطية القيمة، وكانت كنيسة القديس هاجس بوليوقطوس، أحد أكبر كانئس عهد الإمبراطور البيزنطي جوستينيان الأول (527-565)، في الجزء الجنوب الغربي من مجرى المائي فالنس على هضاب مرمرة ، وكانتا أبرز معالم عهد الإمبراطور جوستينيان.
تعيين السلطان محمد الفاتح للبطريرك يانادوس
وتعد كنيسة دير بانتببتص (التي تحولت إلى مسجد الإمارة القديمة) في شمال المدينة، وكنيسة دير بنتكرتر (التي تحولت في جامع كنيسة زيرك)، أحد أهم وأشهر المعالم الأثرية التي تعود إلى العصور الوسطى للإمبراطورية البيزنطية في تلك المنطقة.
وبعد الفتح العثماني للقسطنطينية استدعى السلطان محمد الفاتح البابا يانادوس، والتقى به، مؤكدًا أنه لن يتم المساس بمعتقدات الديانات البيزنطية في المدينة، وتأمين حياتهم وبقاء دياناتهم.
وفي الوقت ذاته قرر السلطان محمد الفاتح تعيين البابا يانادوس على رأس الكنائيس البيزنطية بالمدينة، ومنحه لقب بطريرك. وبناء عليه قام البطريرك بالذهاب إلى كنيسة الحواريين، وشرح الوضع للباباوات هناك.
تأسيس مسجد الفاتح في مكان كنيسة الحواريين
بعد أن وصلت الكنيسة إلى حالة يرثى لها من الخراب والدمار ، قرر السلطان محمد الفاتح هدمها وبناء مسجد الفاتح في ذلك المكان، وبعد ذلك بدأت المنطقة المحيطة تزدهر شيئًا فشيئًا، وتزينت بالمباني الجديدة؛ لتكون نواة تشكيل الملاحم الخارجية لتأسيس المنطقة. ومنذ انتهاء الإنشاءات في جامع الفاتح بدأت المنطقة تذكر باسم الفاتح.
وبحسب بعض المصادر الغربية، فإن الموقع الذي تم بناء الجامع فيه كان يضم اثني عشر بناء لكنيسة الحواريين، ومقابر تعود للدولة البيزنطية. وفي عام 1204 ميلادية تعرضت المدينة لحصار من قبل اللاتينيين، ضمن الحملة الصليبية الرابعة على الشرق الأوسط. وأثناء الحصار هدمت الكنيسة بعد تعرضها للحريق. وبعد مرور سنوات الحصار تعرض بناء الكنيسة لدمار شديد جراء التعرض لزلزال شديد القوة. وعند فتح السلطان محمد الفاتح للقسطنطينية، كانت الكنيسة في حالة يرثى لها، إذ كانت تميل إلى الخراب.
وكان محمد الفاتح قد أمر بسرعة بناء وترميم المدينة فور فتحها. وكان بجانب محمد الفاتح كل من معلم السلطان أك شمس الدين، والملا جوراني، والملا هوسراو، والملا زيراك، وطلبوا من السلطان تأسيس مدرسة للطلاب الذين كانوا يقيمون في جامع أياصوفيا وجامع زيرك. وكان السلطان محبا للعلم وموقرا للعلماء ولذلك لبّى طلب العلماء للتو، وأمر بإنشاء مدرسة اشتهرت بالصحن الثماني، بسبب تشكل المدرسة من ثمان بنايات.
منطقة الفاتح بدأت في التطور السريع منذ القرن 17 الملادي
بعد مرور 17 عامًا، بدأت المنشآت والأبنية القديمة في المنطقة تأخذ شكلها النهائي، وتلعب دورا مهما في حياة وحيوية المنطقة، وبعد ذلك تم إنشاء مطعم ومأوى للطلبة والمساكين باسم أيوب، اكتملت كلية الفاتح (1463-1470) التي أصبحت المركز الثقافي والاجتماعي للمنطقة. وكانت معسكرات الإنكشاريين التي تأسست في سوق السرَّاجين ومنطقة شيخ زاده باشي، سببا في تطوير ونمو المنطقة.
وكانت كلية الفاتح الحلقة الكبيرة الأولى من سلسلة الكليات التي أكسبت مدينة إسطنبول شكلها الخارجي في ظل فترة الحكم التركي لها. وخلقت هذه الكلية والأسواق المجاورة لها التي ضمت ما يقرب من ألف عامل، مركزًا جديدا مؤثرًا في التطورات التي شهدتها المدينة فيما بعد. وكانت منطقة أديرنة كابي من المناطق التي ضمت العديد من المعالم الاجتماعية والدينية المهمة في المدينة وكانت أحد أضلاع المثلث الذي كان يتمتع بكثافة سكنية كبيرة؛ وكان الضلعين الآخرين لذلك المثلث منطقة الفاتح، ومنطقة السلطان سليم.
وفي تلك الفترة كانت كلية الفاتح تقع في منتصف الطريق المؤدي إلى أديرنه كابي. وتشكل سوق النقاشين وبائعي البوريك والفطائر وأصبح سوقا حيويا آخر في المنطقة المحاطة بالأبواب الشمالية الغربية للصحن الخارجي للكلية. وفي نهاية القرن الخامس عشر أو مطلع القرن السادس عشر تم بناء جامع علي باشا العتيق على الطريق المؤدي إلى أديرنه كابي. كما تسببت أعمال بناء المحال التجارية أسفل الصحن الرئيسي لجامع أديرنه كابي، وأدى بناء كلية السلطانة ميهريماه والجامع الذي يحمل اسمها، في انتعاش حركة التجارة والبيع والشراء في المنطقة ما بين سوق السرَّاجين والجامع.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن المنطقة تضم ثلث الجوامع والمساجد التي أسست في مدينة إسطنبول خلال القرن السادس عشر الميلادي. وفي القرن نفسه تم تأسيس الجمارك البرية للبضائع في المنطقة الواقعة على الطريق بين الفاتح وأديرنة كابي. وكانت المنطقة المحيطة بجامع الفاتح تضم منازل وقصور كبار رجال الدولة والعلماء، مثلها مثل منطقة السليمانية. ذكر الكاتب والمؤرخ نيكولاي، في أحد كتبه التاريخية عن منطقة الفاتح أن المنطقة المحيطة بالجامع كانت تضم نحو 200 منزل ذي قبة، كانت مخصصة للأئمة والعلماء، وأخرى مجهزة لضيافة جميع الضيوف من الأمم والديانات المختلفة.
كلية الفاتح… كانت عنوانًا لبرامج اجتماعية
غير أن نيكولاي كان يتحدث عن وجود 150 منزلا خارج الكلية، ويعتقد أن تلك البيوت كانت مأوى للطباخين والعمال، وأوضح الرحالة الإنجليزي أن أغلب تلك الغرف كانت فارغة. وكانت تنظم عدة أنشطة ضمن فعاليات وقف الفاتح للبرامج الاجتماعية الموسعة التي كانت تقام بالكلية. وكانت الأسواق الموجودة في محيط الكلية تتكون من الأماكن التي يعمل بها من يملأ الجامع في أوقات الصلاة من المؤمنين. وكان من الواضح أن الفناء الخارجي للجامع كان يعج بالحياة الاجتماعية، وكان مركزا للعديد من الأنشطة التي كانت تضيف البهجة لحياة أهالي المدينة.
وكان أوليا شلبي المؤرخ والرحالة المشهور، يتحدث عن الشيخ بودالا حسن الذي كان يحرص على تشييد منازل بارتفاع المآذن، عند باب النقاشين في الفناء الخارجي للجامع. كما تزينت المنطقة بعدد من الجوامع والأبنية المحيطة بها مثل: جامع إسكندر باشا الذي تم بناؤه في القرن السادس عشر الميلادي، وجامع محمد مسيح باشا على هضبة وادي بيرام باشا بالقرب من أديرنه كابي، بالإضافة إلى جامع محمد نيشانجي باشا. كما تمت إضافة عدد من الأبنية التعليمية بالمنطقة مثل: مدرسة محمد أفندي الأنقروي، ومدرسة جازانفر أغا بجانب مجرى فالنس، وكلية حسين أمجا زادا في سوق السرَّاجين، ومدرسة فيض الله أفندي في الجهة المقابلة لكلية الفاتح. لتحافظ المدينة بهذا على دورها الاجتماعي والثقافي في المدينة حتى القرن الثامن عشر.
لكن جامع الفاتح الذي يزين حياتنا ومنطقة الفاتح التاريخية، لم يصمد أمام التاريخ والأحداث التي لحقت به؛ وتهدم المسجد، وأمر السلطان مصطفى الثالث بإعادة بنائه مرة أخرى في المكان نفسه. وكانت الكلية التي أسسها السلطان محمد الفاتح تضم الجامع، ومدرسة دينية، ومستشفى، ودار ضيافة، ومطعما للفقراء وطلبة العلم، وحماما عثماناي، ومدرسة، ومكتبة، ومقبرة للسلطان محمد الفاتح والسلطانة جولبهار، والسلطانة نقشي ديل.
توطين القادمين من الأناضول بمدينة إسطنبول
ومع مرور الوقت تم توطين القبائل والسكان الذين جاءوا من المناطق المختلفة بالأناضول والرومالي، بمدينة إسطنبول. وتم توطين من جاءوا من مدينة يني شهير بمنطقة يني كابي؛ ومن جاءوا من مدينة أكسراي تم توطينهم بمنطقة أكسراي؛ كما تم توطين من جاءوا من ألبانيا بمنطقة سليفري كابي؛ وتم توطين الأرمن بمنطقتي لانجا وكوم كابي؛ كما تم توطين القادمين من مدينة أيري بمنطقة أيري كابي؛ ومن جاءوا من مدينة كارامان بمنطقة كارامان؛ ومن جاءوا من مدينة تيري بمنطقة وفاء؛ ومن جاءوا من مدينة أوسكوب بمنطقة جيبالي؛ والقادمون من مدينة بورصا بمنطقة أيوب؛ وأهالي مدينة كاستامونو بمنطقة قازانجي؛ وشباب مدينة طرابزون الذين تم اختيارهم بعناية فائقة في منطقة فنار؛ بالإضافة إلى توطين العرب القادمين من مدن غزة وعكا ورملة وغيرها من المدن العربية بمنطقة تختا قلعة؛ وتوطين مسيحي مدينة كارامان من الأتراك بالمنطقة المحيطة بحي يدي كولا؛ وأهالي مدينة جاليبولي إلى المنطقة المجاورة بالترسانة البحرية؛ وأهالي مدينة إزمير إلى حي بيوك جلطة؛ ومسلمي مدينة كارامان من الأتراك في منطقة بيوك كارامان؛ وأهالي مدينة قونيا إلى منطقة كوتشوك كارامان؛ ومهاجري مدنتي سينوب وسامسون إلى منطقة طوب هانه؛ وأهالي مدينة مانيسا إلى منطقة معجونجو؛ وأهالي مدينة تشارشامبا إلى منطقة تشارشامبا.
وبهذا بدأت الأحياء والمناطق التابعة لبلدية الفاتح بمدينة إسطنبول تبتهج وتدب بها الحركة. وكان السطان الفاتح محمد الثاني قد أمر ببناء كلية للعالم الحكيم شيخ أبو الوفاء، في المنطقة الواقعة خلف مدرسة الوفاء الموجودة حاليًا. وشيدت الكلية في ذلك المكان خصيصًا من أجل الشيخ أبو الوفاء، الذي ينحدر من نسل مولانا جلال الدين رومي.
وكان هذا الحكيم، الذي ذاع صيته بعد قدومه إلى إسطنبول، يكن للسلطان محمد الفاتح حبًا فياضًا. وبعد وفاة السلطان محمد الفاتح جاء على رأس الدولة العثمانية عدد من الأمراء والسلاطين والوزراء؛ نالوا شهرة وذاع صيتهم عن طريق ما شيدوه من أبنية ومؤسسات، وأسبلة للمياه، والمدارس والجوامع في المنطقة خلفًا للسلطان الفاتح.
وشهدت منطقة الفاتح تطورا وازدهارا كبيرين من خلال الأعمال التي تركها هؤلاء الأمراء والسلاطين الذين خلفوا محمد الفاتح. والمنطقة المعروفة بمراد باشا بالقرب من الفاتح، هي في البداية تشكلت بعد بناء جامع مراد باشا خاص. وتبع ذلك كل من كوجا مصطفى باشا، وكوجوك مصطفى باشا، وإسكندر باشا، وعتيق علي باشا. وكانت عمليات التوطين والإسكان في المناطق التي أسست فيها كليات أسرع من غيرها من المناطق. وتغير وجه منطقة وحي الفاتح بسرعة كبيرة.
منطقة الفاتح بدأت تفقد هويتها اعتبارا القرن الثامن عشر
عندما تولى السلطان سليمان القانوني العرش، أمر ببناء جامع السليمانية باسمه، وجامع السليمية بمنطقة تشرشمبا باسم والده. ومع مرور الوقت حرص الأشخاص المشاهير والذين ذاع صيتهم داخل البلدة في ترك أعمالهم الفنية في المنطقة؛ وكان من بينهم المهندس المعماري سنان، والسلطانة مهرماه، وداوود باشا، والسلطانة فاطمة، والحج أواه الدين، وأبدي تشالابي، والكاتب مصلح الدين.
وعلى الرغم من أن المنطقة خارج أسوار إسطنبول شهدت تطورا وازدهارا حضاريا، إلا أن حي الفاتح لم يشهد أي تغيرات تذكر خلال القرن الثامن عشر الميلادي. فقد تسبب الحريق الذي نشب في حي فاتح في القضاء على كل الشوارع والأحياء المحيطة، كما جاء زلزال 1766 ليزيد الطين بلة ويدمر جزءا كبيرا من كلية الفاتح، وانهار الجامع بأكمله.
وفي عام 1771 تم افتتاح الجامع مرة أخرى أمام المصلين بعد أن أعيد بناؤه مرة أخرى في عهد السلطان مصطفى الثالث (1757-1774)، إلا أن مقبرة كل من السلطان محمد الفاتح والسلطانة جولبهار لم يتم افتتاحهما إلا في عهد السلطان عبدالحميد الأول (1774-1789).
وتم بناء سوق الكتب الموجود خلف الجامع في القرن الثامن عشر، كما كانت تقع دار الشفاء التي تعد جزءا من كلية الفاتح، في المكان الذي يوجد به الآن قبر السلطانة نقشي ديل وسبيل المياه الخاص بها.
وكان الحمام العثماني الملحق بالكلية وبالإضافة إلى رافعات المياه التي بنيت قبل الجامع، قد تعرضت لحريق إبان الحرب العالمية الأولى. كما يشير لنا عدم إعادة بناء بعض الأبنية التابعة للكلية مرة أخرى، إلى ضيق المساحات التي كانت متاحة للإسكان في تلك الفترة من القرن 18.
الجامع الذي بني خصيصًا من أجل عباءة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويظهر بناء جامع الخرقة الشريفة الذي أمر السلطان عبدالمجيد ببنائه في عام 1851، خصيصًا لحفظ عباءة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، احتفاظ المنطقة بطابعها الديني المتأصل. ومع مرور الأيام والسنوات أصبح للجامع مكانة عند سكان المنطقة، وأكسب الحي طابعا خاصا. وكانت منطقة الفاتح قد تعرضت لقدر كبير من الدمار بسبب حريق عام 1908، كما تم تدمير آلاف الأبنية الموجودة بالمنطقة في حريق عام 1918.
وقبيل الحرب العالمية الأولى، تم الشروع في بناء من الأبنية الخشبية تتكون من طابقين أو ثلاثة وفي شكل العمارات؛ حتى أن مبنى البلدية المستخدم حتى الآن تم بناؤه في تلك الفترة، وتم بناء قبر تذكاري للجنود الطيارين الأتراك الذين استشهدوا في فلسطين وفتحت حولها حديقة.
وكان هناك عدد من الأحياء والمناطق التي تحتفظ بالطابع الخشبي لأبنيتها حتى تم وضع أساس مدرسة الفاتح الدينية وشق طريق أتاتورك الكبير الذي ربط بين منطقة الفاتح، وأديرنة كابي. وفي فترة نشاط مدرسة الفاتح (1954-1960)، بدأت الأبنية الخرسانية في الانتشار في الوقت الذي بدأ انتشار حركة البناء والتعمير. وواجه سكان المنطقة الأصليون مشكلات في مواجهة السكان الجدد للحي، إذ أصبحوا أقلية بالنسبة لهم. ولجأت أغلب العائلات إلى ترك الحي المكتظ بالسكان الجدد.
وبهذا نجد أن حي الفاتح العتيق صاحب التاريخ الممتد لقرون قد تغير نسيجه الثقافي والاجتماعي تماما كما لم يبق أي أثر من العمران الحضاري والنسيج التاريخي له. وعمل قصر البلدية الذي بدأ تشييده عام 1960 ميلادية، على تحفيز تطوير المنطقة التجارية الواقعة بالقرب من الحي، وظهرت النشاطات التجارية بطول شارع فوزي باشا.
ولمواكبة هذا التغيير تم إجراء بعض التعديلات على قصر الفاتح للضيافة، حتى يستجيب لأغراض تجارية. ويعكس جامع الفاتح لنا اليوم حالة روحانية فريدة، كان قد تحدث عنها أوليا شلبي قائلًا: “جامع روحاني”. ويمكننا أن نلاحظ العمارة الإسلامية التي لامثيل لها في أية منطقة أخرى، والطابع الخاص بالمنطقة الذي يظهر في أدق تفاصيل حياة وملابس السكان بالمنطقة المحيطة بشارع تشارشامبا المؤدي إلى جامع السلطان سليم.