رويترز- يفتخر مصرف لبنان المركزي بأنه من المؤسسات القليلة التي حافظت على وضعها ونجت من الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما في البلد.
بعد نحو ربع قرن يأمل المصرف أن تساعده سمعته في الصمود في مواجهة الصراع في سوريا الذي يؤثر على الساحتين السياسية والاقتصادية في لبنان.
وفي محاولة لتسليط الضوء على هذا الإرث فتح المصرف متحفا في وسط بيروت. ويقول المسؤولون إن الهدف هو تعزيز عنصر أساسي لاستقرار أي نظام نقدي ألا وهو ثقة الجمهور.
وقال مازن حمدان مدير العمليات النقدية بمصرف لبنان المركزي “المتحف نحن افتتحناه في 22 تشرين الثاني 2013. صار له حوالي السنة تقريبا. مؤلف من عدة أجزاء. فيه أول شي قسم فيه جزء منه محطوط فيه فيلم وثائقي (بالانجليزية) عن البنك المركزي.. فيلم وثائقي عن البنك المركزي. فيه كمان الصالة الأكبر فيها مقسمة لعدة مجموعات.”
وأضاف “المجموعة الأولى بهيدي الصالة هي عن العملات النقدية. فيها بالعملة النقدية المجموعة الكاملة للعملة النقدية اللبنانية ياللي هي مؤلفة من فوق المئة ورقة. هيدي هي المجموعة الوحيدة الكاملة للعملة النقدية التي كانت تستعمل بلبنان من 1920 ليومنا الحالي. إضافة لهيدي المجموعة فيه مجموعة لأوراق النقدية من العالم العربي بينهم أوراق نقدية جدا جدا نادرة. وفيه كمان مجموعة من أوراق النقدية من مختلف أنحاء العالم.” وزار المتحف ما يزيد على 2000 زائر منذ افتتاحه قبل نحو عام.
وذكر حمدان أن كثيرا من الناس يثقون في البنك المركزي لكنهم لا يعرفون شيئا عن عمله. وقال “الهدف من إنشاء المتحف هو الحقيقة نشر الوعي وخصوصا أن كثير بالمصارف المركزية ينظر إليها أنها شي مسكر ما معروف تماما شو بيدور جواتها من أشغال. فعبر إنشاء متحف بتصير الأمور أكثر سهولة في الوصول إليها (بالانجليزية).. فيه تواصل أكثر مع الجمهور وتعرف أكثر على دور البنك المركزي شو بيعمل وكيف بنفذ السياسة النقدية تبعيته.”
وتابع “إضافة إلى ها الشي مجرد ما الواحد يفوت ويشوف المتحف نحن كمان مركزين على بعض القضايا مثل مثلاً مخزون احتياطي الذهب عندنا. هو زيادة الثقة من قبل المواطن بالمصرف المركزي اللبناني وهيدا الشي نحن حابين نشتغل عليه لنظهره بمختلف الطرق إن كان بالمخزون.. إن كان بورق النقدية المستعملة.. وشو خصائص الأمان تبعتها وإلى ما هنالك. إضافة لهيدا الشي كمان نحن منستقبل زوار مش بس لبنانية.” وقبل اندلاع الحرب في عام 1975 كان لبنان يعرف بأنه “سويسرا الشرق الاوسط” ويرجع هذا لأسباب منها قوانين سرية البنوك التي جعلت هذا البلد جذابا لرؤوس الأموال.
وبعد الحرب سعى لبنان الى إحياء دوره كمركز مصرفي رغم زيادة المنافسة الاقليمية وموجات العنف التي تتفجر من وقت لآخر والتي جعلت هذا الأمر أكثر صعوبة.
ويضم المتحف مجموعة كبيرة من الأوراق النقدية والتي تعود الى عقود مضت مما يُعيد الى الأذهان الكثير من التقلبات السياسية التي شهدتها منطقة الشرق الاوسط.
ويحمل الكثير من هذه الاوراق النقدية الوجوه العابسة أو المبتسمة لملوك ورؤساء أُطيح بهم مثل الملك فاروق في مصر وصدام حسين في العراق أو الذين قُتلوا مثل معمر القذافي في ليبيا. وتتغير الصورة على الريال الايراني من الشاه محمد رضا بهلوي الذي فر أثناء ثورة 1979 الى آية الله روح الله الخميني.
ويستدعي بعضها كيانات سياسية أصبحت من الماضي مثل ورقة نقدية من فئة جنيه واحد أصدرها “بنك بيافرا” وهي دولة انفصالية لم تستمر طويلا في جنوب شرق نيجيريا. وتحمل ورقة نقدية أصدرها في عام 1929 “مجلس فلسطين للنقد” كتابات باللغات العربية والعبرية والانجليزية.
وتذكرنا أوراق النقد الأحدث بكيفية تداخل تاريخ لبنان مع جارته سوريا حيث أسفرت حرب في عامها الرابع الآن عن مقتل نحو 200 ألف شخص. وقبل افتتاح المصرف المركزي في عام 1964 كان بنك سوريا ولبنان هو الذي يصدر الليرة اللبنانية.
وفي ظل الحركات المتشددة والصراعات الأهلية التي اجتاحت الشرق الأوسط بعد موجة انتفاضات “الربيع العربي” وجد لبنان نفسه على غير المعتاد بين الدول الأكثر استقرارا في المنطقة. خدمة الشرق الأوسط التلفزيونية (إعداد عماد ابراهيم للنشرة العربية – تحرير محمد محمدين)