لبنان (أ ب)- ألغى رئيس الوزراء اللبناني اليوم الاحتفالات الرسمية بيوم الاستقلال التي كان من المقرر إجراؤها غدا، في الخطوة جاءت على الأغلب نتيجة الوضع الأمني المتأزم ومأزق انتخاب رئيس جديد للبلاد.
وقال رئيس الوزراء تمام سلام إن “الوضع الراهن” يعيق كل الاحتفالات التي ستقيمها الحكومة والاستعراض العسكري المزمع إقامته السبت، طبقا لبيان مقتضب نشر على وسائل الإعلام الرسمية في لبنان.
ومنذ مغادرة ميشال سليمان قصر بعبدا في مايو/ أيار لم يحظ لبنان برئيس جديد الانقسام السياسي العميق بين فريقي 8 و14 آذار، والذي تشكل الحرب في الجارة سوريا أحد جوانبه.
ويعتبر منصب الرئيس رمزيا مهما في لبنان، يتم اختياره من الأقلية المسيحية المارونية هناك.
الوضع الأمني الهش في لبنان، يشكل أحد الأعراض الجانبية للحرب الأهلية في سوريا، ففي نهاية الشهر الماضي دخل متشددون لبنانيون يستلهمون فكر الجماعات المسلحة في سوريا في مواجهة مع القوات الحكومية في مدينة طرابلس شمال لبنان استمرت أربعة أيام.
ووصف قائد الجيش في لبنان اليوم الجمعة المتشددين اللبنانيين بأنهم يسعون لإقامة إمارة ظلامية، تمتد من شرقي البلاد بالحدود مع سوريا إلى البحر.
وعكست تعليقات اللواء جان قهوجي ما قاله السياسيون اللبنانيون والمحللون بأن المسلحين، بعضهم يدين بالولاء إلى تنظيم الدولة الإسلامية، يسعون إلى إقامة شبه دولة في شمال البلاد، على غرار إعلان المتطرفين الإسلاميين إقامة الخلافة الإسلامية في الأراضي التي سيطروا عليها في سوريا والعراق.
من جانبه عبر الرئيس باراك أوباما في رسالة وجهها إلى الشعب اللبناني اليوم عن أسف الولايات المتحدة لمرور هذه الذكرى دون انتخاب رئيس. وقال: “رمز هام لوحدة البلاد، وعامل رئيسي لتعزيز سيادة واستقرار لبنان لكنه مفتقد “.
الرسالة التي نشرتها السفارة الأمريكية في بيروت نقلت عن الرئيس الأمريكي قوله إن “واشنطن مستمرة في مساندتها للأشقاء اللبنانيين في مواجهة تهديدات المتطرفين لدولتينا والعالم”.
وتسارع الولايات المتحدة من وتيرة تسليم الذخيرة لمساعدة الجيش اللبناني في محاربة الجماعات الجهادية، حيث قدمت الولايات المتحدة للبنان منذ عام 2006 مساعدات عسكرية بلغت أكثر من مليار دولار.