إسطنبول (زمان عربي) – أكد كد البروفيسور أرسين كالايجي أوغلو، أحد أشهر الخبراء السياسين في تركيا، أن حكومة العدالة والتنمية تقدّم مساعدات مادية لنحو 24 مليون مواطن لشرء أصواتهم في الانتخابات. وأكد أنه حال انقطاع هذا الدعم ليوم واحد فقط سترتفع معدلات البطالة إلى أضعاف ماهي عليه الآن.
وجاءت تصريحات كالايجي أوغلو في لقاء مع صحيفة” طرف” التركية اليومية. وأوضح أن ملايين المواطنين الذين يتلقون دعما من حكومة حزب العدالة والتنمية يقولون: “بارك الله لكم” ثم يصوتون لصالح الحزب.
وفيما يلي أبرز ما دار في الحوار المذكور:
لماذا لا تنعكس الأخطاء الخارجية على السياسة الداخلية للبلاد؟
– لأنه عند حدوث مشكلة مزعجة للحكومة أو حادثة مفاجئة غير متوقعة، يخرج مسؤولوها ويقولون للرأي العام: “إن اليهود، والروم، والأمريكان، والغرب يريدون أن يضروا المصالح التركية، وأن يدمرونا لكوننا مسلمين. فقد سبقتنا العراق، وها قد حان دورنا..”، وغيرها من العبارات والتصريحات القومية الرنانة التي تستقطب الرأي العام.
- فهل يصدق الناخبون هذه الشعارات ويسمحون لحزب العدالة والتنمية بالبقاء في السلطة لفترة جديدة؟
– أرى أن هناك بالفعل طبقة جاهزة ومستعدة للإنصات والإصغاء لشعارات حزب العدالة والتنمية. لذلك فسينجحون في توجيه الناخبين باستخدام قوة الإعلام الذي يسيطرون عليه.
هل يمكنكم المزيد من الشرح والتوضيح؟
– الطريقة بسيطة تختلق أكذوبة، ثم تستمر في ترديدها مرارا وتكرارا. ومع مرور الوقت، لن يحاسبك أحد وسيصدق الجميع هذه الأكذوبة المفتعلة. فحزب العدالة والتنمية يستعين بهذه السياسة. وفي المجتمعات الغربية قبل أن يصدقوا أية شائعات يقول: “قدّم لنا برهانك”. وإذا لم تثبت كلامك بالبراهين لن تستطيع إقناعهم. ولكن في تركيا، كم بالمائة من تصريحات الحكومة تم إثباتها بالأدلة؟! فحتى الآن لم تقدم للرأي العام دليلها على وجود الكيان الموازي. لكن مع التكرار والترديد المستمر من الممكن أن يقول واحد من كل ثلاثة مواطنين: “نعم.. يوجد كيان موازٍ”.
الاقتصاد التركي ليس في حالة براقة، فكيف يمكن لحزب العدالة والتنمية الحفاظ على سلطته؟
– بحسب ما نراه فإن العاطلين عن العمل لديهم نوعين من ردّ الفعل في هذا الصدد: الجزء الأول يفضل عدم المشاركة في العملية الانتخابية، والجزء الثاني يفضل التصويت لصالح حزب العدالة والتنمية. ويتم حاليا تقديم دعم بصور مختلفة لطبقة عريضة من المواطنين من عائلات، معاقين، مسنين، وفقراء، وغيرهم ممن يحتاجون لدعم. وتشير التقديرات الأولية أن هذه الطبقة تصل إلى 24 مليون مواطن. فهؤلاء الأشخاص يعرفون أنه ليس بإمكانهم أن يجدوا عملاً مهماً سواء بحثوا عن العمل أو جاءت حكومة جديدة، ويكتفون بالقول: “بارك الله لكم”، ويصوتون لأعضاء حزب العدالة والتنمية. وبهذه السياسات شكلت طبقة من المواطنين الكسالى المعتمدين على أموال الريع. فالمجتمع يحصل على أموال دون أي مجهود أو تعب. ففي حالة إقلاع الحكومة عن تقديم هذا الدعم سترتفع معدلات البطالة للضعف.