فضيحة بشأن تلوث الغذاء صدمت كثيرين في لبنان في الأسابيع الأخيرة حيث يُنظر الى الطعام بفخر منذ القدم.
وكشف تحقيق لوزارة الصحة عن تلوث الغذاء في كثير من المطاعم الشعبية والمخابز والمتاجر ومحلات القصابين بمياه الصرف.
وأدى ذلك الى إغلاق مجزر بيروت أحد مصادر اللحوم الرئيسية التي تمد متاجر ومطاعم ومحلات المدينة.
وقال وزير الصحة اللبناني وائل ابو فاعور إن حملته ستتواصل الى أن يتم تشكيل مؤسسة وطنية للاشراف وتطبيق مسألة سلامة الغذاء.
وأضاف في مقابلة مع تلفزيون رويترز “مكفيين أولا بالحلة.الحملة مستمرة. مداهمة كل الأماكن وتفتيش كل الأماكن وإقفال أي مكان يثبت إنه غير مستوفي لشروط سلامة الغذاء.
“التركيز أكثر على مصادر اللحم والدجاج والمواد الغذائية. يعني مزارع.. مسالخ وغيرها مع استمرار التفتيش في المطاعم والسوبرماركات. وفي نفس الوقت نتقدم باقتراح الى مجلس النواب والى مجلس الوزراء بتشكيل مؤسسة وطنية لسلامة الغذاء وسندفع باتجاه إقرار قانون سلامة الغذاء في المجلس النيابي. الى حين إقرار هذين المشروعين اذا ما تم تبنيهما نسعى الى إيجاد آلية تنسيق بين الوزارات المعنية لاستكمال هذا المشروع.”
وقال أبو فاعور إن العاملين في وزارته أجروا أكثر من ألف اختبار على منتجات غذائية عديدة وزاروا المئات من موزعي المواد الغذائية في أنحاء لبنان على مدى عشرين يوما قبل إعلان النتائج.
وانتقد البعض المختبر الحكومي الذي يجري الاختبارات لكن أبو فاعور التزم بموقفه.
وقال “يعني مختبر الأبحاث العلمية الزراعية لا يحتاج الى شهادة من أحد لأنه هو مختبر معتمد (بالانجليزية) لـ 11 نوع من الاختبارات ومُكلف من الاتحاد الأوروبي بالاشراف على تدريب مختبرات لبنان. ليس هناك أي نقاش بهيدا الأمر. العينات التي تؤخذ عينات سليمة أنا أفهم المواطن اللبناني دائما لديه شكوك تحديد شكوك عندما يأتي الأمر الى الدولة. ما أؤكد للمواطن انه ليس هناك أي خلل لا في العينات ولا أي خلل في النتائج. أخذنا آلاف العينات وطلعت سليمة. فلماذا هناك عينات ظهرت سليمة وعينات غير سليمة من نفس المحل.”
وأثارت الفضيحة جدلا قد يكون مفيدا لبعض الأعمال مثل شركة بويكر للسلامة الصحية التي بها قسم لسلامة الغذاء.
وقالت بانا قبرصلي مديرة فرع لبنان لشركة بويكر للسلامة الصحية إنه كان أمرا صعبا في البداية أن تقنع العملاء اللبنانيين بشأن أهمية وجود معايير لسلامة الغذاء. وتغير ذلك في الأسابيع الأخيرة بعد الفضيحة.
وأضافت قبرصلي “من ناحية دورنا كشركات بتهتم بسلامة الغذاء من لما بلشنا نشتغل بهيدا المجال (بالانجليزية) كان فيه مقاومة (بالانجليزية). كان فيه نوع من اللي ما يتقبلونا المطاعم أول شي لحد ما كترت حملات التوعية والعالم صارت تهتم أكتر. صار فيه بالعكس ناس عم تهتم اكتر بموضوع السلامة بس على صعيد خاض هلأ الدفع (بالانجليزية) اللي عم تعمله الدولة شي بيوعي المطاعم وأصحاب المصالح انه كتير مهم انه تهتموا بصحة المواطنين بصحة عالعالم اللي جايين ياكلو عندكون وتعطو أهمية لهيدا الموضوع وفي نفس الوقت (بالانجليزية) المواطن صار واعي اكتر. صار ينتبه انه يسأل صاحب المطعم او المسؤول هونيك انه انتم اذا بتهتموا بموضوع سلامة الغذاء.”
وتقول الشركة ان عملاءها ممتنون الآن لإتخاذها خطوات إصدار شهادة بسلامة الغذاء.
وقالت مستشارة سلامة الغذاء في مؤسسة بويكر لبنان جويل غريب “الزبونات تبعنا أو اذا بدك اللي نحن عم نساعدهن بهيدا الموضوع مش بس عم نجي نعبي أوراق ونشتغل طريقة انه نوصل لمرحلة الشهادة. لا بل هو عم تكون متابعة وهون كمان عم بأنزل بأعمل كشوفات على الارض لياخد الشهادة. ومن بعد الشهادة كمان فيه عندنا متابعة لتضلو عطول على. خلاص بتصير روتينية عندهن الموضوع وحتى من العملاء (بالانجليزية) تبعولي كمانا نقال انه هيدا الشي وفر عندو كتير ان كان بالتكلفة (بالانجليزية) ان كان بالمسؤؤلية. بشيل المسؤولية عن حاله انه هو عم ياخد شهادة لسلامة الغذاء شو ما كانت الشهادة. انه صار هو مرتاح انه الزبون اللي عم ياكوا من عنده ما عم بيتضرر.”
وحتى الآن يبدو أصحاب الأعمال مؤيدين لحملة وزارة الصحة لتحسين الصحة العامة.
فقد قال قصاب (صاحب ملحمة) يدعى أكرم ربابة “نحن مناخد من مسلخ بيروت وصارلنا تقريبا 25 سنة. نحن هون تابعين لبيروت وهلأ خطوة منيحة اللي عملوا انه سكرو (أغلقوا) المسلخ وعم يجددوه. لتكون نوعية اللحم منيحة.”
وشملت إجراءات وزارة الصحة إغلاق شركات انتاج مياه معدنية غير مطابقة لشروط الوزارة ومددتها الى قطاع آخر هو جراحات التجميل. وحددت الوزارة عددا من العيادات التي تمارس ذلك العمل دون تصريح من وزارة الصحة.