اوتارا سعود، 14 عاما، تجلس داخل كهف من الطين يسمى” شاوبادي” في تلال قرية ليجودسن في منطقة آشام في غرب نيبال امثتلال لما جرت عليه العادة من معاملة النساء والفتيات في فترة الحيض على أنهن نوع من النجس، وعزلهن في هذه الأكواخ كالمنبوذين.
وهكذا درجت العادة منذ قرون في في المناطق النائية والمعزولة مثل آشام، وإن تلاشت في المدن، فعندما تكون المرأة في موعد الدورة الشهرية لا يسمح لها بدخول أي منزل أو المرور بأي معبد أو استخدام مصادر المياه العامة أو لمس الماشية أوحضور المناسبات الاجتماعية مثل حفلات الزفاف أو لمس الآخرين. وفي الليل لا يتم السماح لهن بالنوم في منازلهن بل يمضين الليل في هذه الحظائر أو المباني الملحقة وغالبا ما تكون بلا نوافذ أو أبواب.
عديد من النساء تأثرن بهذا التقليد . وقالت اوتارا سعود، بخجل: “لا أستطيع الذهاب إلى المدرسة خلال الدورة الشهرية . أدركت أن هذا الكهف أو الحظيرة ليس لمجرد جلب الراحة والعزلة للنساء”
في بعض الأحيان يدف النساء حياتهن ثمنا لهذا التقليد الغريب. فالمرأة تكون وحيدة معزولة وضعيفة في مواجهة الطبيعة، يقتل البعض بلدغات الثعابين أو يتجمد البعض بسبب برودة الجو أو يضيع في هجمات للحيوانات البرية، أو الحرائق بسبب النار التي يشعلنها للتدفئة ، أو الاختناق في هذه الحظائر الصغيرة مع سوء التهوية. وكانت هناك أيضا حالات قتلتهم عائلاتهن بعد أن وقعن ضحايا للاغتصاب.