أنقرة (زمان عربي) – قال ممثل صحيفة “يني تشاغ” اليومية بالعاصمة التركية أنقرة أحمد طاقان إن كل الأخبار المنشورة على صفحات الصحف الموالية للحكومة يتم إعدادها في مكان واحد ثم توزع على الصحف.
وأكد طاقان، في حوار لمجلة” جيهان” التركية، أن وسائل الإعلام في تركيا تمر بأيام سوداء لاسيما عقب الكشف عن فضائح الفساد والرشوة في 17و25 ديسمبر/ كانون الأول 2013. وأشار إلى أن أسماء ممثلي الصحف بأنقرة تمر على أمانة رئاسة حزب العدالة والتنمية قبل التعيين في الوظائف الإدارية بالصحف الموالية للحكومة.
وبدأ طاقان حديثه مع المجلة قائلا: “نحن نمر بأيام سوداء في قطاع الصحافة”. وأكد أن الأخبار المنشورة في الصحف الموالية للحكومة والرئيس رجب طيب أردوغان يتم إعدادها مسبقا في مركز واحد قائلا: “أنا أعرف جيدا أن العديد من الصحف والقنوات التليفزيونية تتداول الأخبار نفسها التي يتم إعدادها في العاصمة في المركز المعروف للجميع في”يني محلة”. ولكن لا يستطيع أحد الاعتراض على ذلك، لماذا؟ فأسماء ممثلي الصحف بأنقرة تمر على أمانة رئاسة حزب العدالة والتنمية بأنقرة قبل التعيين في الوظائف الإدارية بالصحف الموالية للحكومة”.
وأضاف:” كنت شاهدا أثناء فترة عملي مستشارا إعلاميا لرئيس الجمهورية السابق عبدالله جول على عدد من الصحفيين الكبار الذين يحصلون على موافقات وإجازات من أردوغان وجول للحصول على مناصب. فأي اسم بالأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية يتم تعيينه بجميع الصحف. ويتم إرسال السير الذاتية. ويضطر من يريد الانتقال من صحيفة إلى غيرها أن يرسل سيرته الذاتية إلى مقر رئاسة الحزب. فما الذي آلت إليه الأمور في وكالة الأناضول للأنباء!”.
وانتقد طاقان مصطلح “تركيا الجديدة” الذي يستخدمه مسؤولو الحكومة ورئيس الجمهورية أردوغان. وأكد أن هذا المصطلح جزء من الحملة التي تطبقها النظم الإمبريالية وأتباعها.
وأدلى طاقان بتصريح خطير في هذا الصدد مستخدما مصطلح “الشرق الأوسط الجديد” بدلا عن “تركيا الجديدة“. وقال: “إن هذا المشروع يتم تطبيقه عقب وفاة أتاتورك وقبل ظهور حزب العدالة والتنمية. وقد كان في تركيا قبل ظهور العدالة والتنمية الجيل الثاني من الجمهوريين. وهذا هو الجزء الذي تم تحديثه من ذلك المشروع. فهم يستهزئون بذكاء المواطن التركي وعقله. فما الذي فعلتمموه لتصبح تركيا جديدة؟ كل هذا جزء من حملات لتشكيل وعي وإدراك خاطئ لدى الرأي العام يتم تطبيقها منذ سنوات طويلة بطرق نفسية. فلا جديد في ذلك”.
وأكد طاقان أن الصحف والقنوات التليفزيونية الموالية للحزب الحاكم لديها قائمة بالمباح والمحظور. وتحصل على تعليمات بالأخبار التي يجب بثها تليفزيونا. وأشار إلى أن ممثلي الصحف بالعاصمة أنقرة لايمكن تعيينهم إلا بموافقة من نائب رئيس الأمانة العامة للحزب الحاكم.
ووجه طاقان انتقادا حادا لمديري ورؤساء تحرير الصحف الموالية. وأوضح أنه خلال فترة توليه منصب المستشار الإعلامي للرئيس جول كان يرى من يصارعون من أجل الصعود إلى طائرة رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء أو أحد الوزراء وأن بعضهم تقدم بشكاوى ضده لعدم سماحه بالصعود على متن الطائرة الرئاسية. وأكد أن هذا الأمر غير معتاد في الكثير من دول العالم.