أنقرة (زمان عربي) – أبدى نواب المعارضة التركية ردود فعل عنيفة على مزاعم قيام السلطات الأمنية بموجة اعتقالات واسعة في أنحاء البلاد تستهدف 400 شخص من بينهم 150 صحفيا في عملية انتقامية من تحقيقات الفساد والرشوة التي تكشفت وقائعها في 17 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وقال مصطفى كمالاك رئيس حزب السعادة الذي يعتبر ممثل حركة الرؤية القومية التي أسسها رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان، والتي ينحدر منها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأغلبية قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم، إن اعتقال رجال أبرياء واحتجازهم يعتبر ظلما. ولا يمكن تحقيق شيئ قط عن طريق ممارسة الظلم. لأن الظالم يضع نهايته بيده.
وأضاف كمالاك أن الحقائق ستظهر على السطح أمام الجميع إن عاجلا أو آجلا. ومهما فعلوا فلن يستطيعوا التستر على أعمال الفساد في 17 ديسمبر. كانوا يحتاجون إلى أن يجدوا كبش فداء ويختلقوا مجرما بشكل من الأشكال. وفكروا في من يستطيع أن يضرهم أقل الأضرار ثم اختاروا حركة الخدمة. ذلك لأنهم يعرفون أنها لاتملك أسلحة في يدها. إذ إن سلاحها الوحيد هو أفكارهم والخدمات التي يقدمونها في سبيل الإنسانية. وأرى أن الوقت هو دواء كل شيئ. وأنا مقتنع تماما بأن هذه السحابة السوداء ستنقشع وستظهر الحقائق جليا وليس في ذلك أدنى شك.
وقال مصطفى دستجي رئيس حزب الوحدة الكبرى، القومي، إن كل شيء واضح وضوح الشمس في وسط النهار. وإن كل شيئ يتم فعله من أجل التستر على أعمال الفساد في 17 ديسمبر وعدم الحديث عنها. وإن كل المحاولات للتستر عليها ستعمق من رسوخ قناعة الناس بوقوع الفساد أكثر من ذي قبل. وأرى أنه يجب إفساح الطريق أمام تحقيقات الفساد وأن يأخذ القانون مجراه حتى تتكشف الحقائق للجميع. وأن نحترم القرار الذي سيصدر عن الأجهزة القضائية.
وعلق سَزجين تانريكولو نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، قائلا: “يُفهم من ذلك أن هذه الحكومة وفي مقدمتها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تسعى لشن عملية انتقام ومطاردة ساحرات بسبب الأخبار التي تنشر وتكشف عن الفساد. وكان وزير الداخلية أفكان آلا قد قال مخاطبا قوات الشرطة “اكسروا الباب ونحن نستصدر القانون اللازم” بمعنى أن لكم مطلق الحرية في مهاجمة من تريدون ونحن وراءكم. ولكن من يفكر بهذه العقلية يمكن أن يصدر عنه كل شيئ. لأن مثل هذه الاعتقالات لم تحدث إلا في عهود الانقلابات.
وذكرت زوحال طوبتشو نائبة رئيس حزب الحركة القومية أنه حتى لو خطط الحزب الحاكم للقيام بعمليات مضادة من أجل التستر على أعمال الفساد والرشوة وعدم الحديث عنها فلن يستطيعوا حجب الحقائق الظاهرة كالشمس أمام الجميع.
وقال ألطان طان نائب حزب الشعوب الديمقراطية الكردي عن مدينة ديار بكر، جنوب شرق البلاد، إنه يمكن القول إن مثل هذه الاعتقالات في هذه المرحلة ستكون خاطئة للغاية وينبغي ألا تتم. لأن ذلك يعتبر توجها للديكتاتورية.