بيشاور، باكستان (أ ب)- تعيش باكستان حالة حداد فيما تستعد لجنازات جماعية ل141 شخصا، معظمهم من الأطفال، قتلوا في هجوم لطالبان على مدرسة يديرها الجيش في شمال غرب البلاد.
وأقيمت صلاة الجنازة في عدد من المواقع بمختلف أنحاء البلاد وفي مدارس أخرى، وتحدث طلاب عن صدمتهم في مذبحة مدينة بيشاور، حيث اقتحم سبعة من عناصر طالبان مسلحين بأحزمة ناسفة المدرسة.
وقتل الطلبة رميا بالرصاص، وأحرقت بعض المعلمات أحياء. ودار اشتباك بين قوات كوماندوز تابعة للجيش وطالبان طوال اليوم حتى تم تطهير المدرسة منهم تماما، وقتل جميع المهاجمين.
كانت تلك المذبحة الأكثر دموية، وأصابت البلاد، التي تشهد بالفعل سلسلة من الهجمات الإرهابية، بالرعب.
وخاضت القوات الخاصة الباكستانية معركة مع المسلحين استمرت يوما كاملا حتى تم إخلاء المدرسة وقتل المهاجمين.
وأعلنت الحكومة فترة حداد لمدة ثلاثة أيام، ابتداء من يوم اليوم الأربعاء. وخلال الليل، تم العثور على جثمان مديرة المدرسة طاهرة قاضي بين الحطام.
وشيعت بعض الجنازات مساء أمس، لكن معظم جنازات 132 طفلا وعشرة من موظفي المدرسة ستشيع اليوم. وأصيب 121 طالبا وثلاثة موظفين آخرين في الهجوم.
“لقد أنهوا في دقائق حياة من عشت طوال حياتي من أجله”، حسبما قال الموظف أختار حسين، الذي انهمرت دموعه أثناء دفن نجله فهد – البالغ من العمر 14 عاما.
وأضاف إنه عمل سنوات في دبي لكسب الأموال من أجل أطفاله.
وقال، بينما كان ينتحب ويوجه لكمات إلى رأسه، “هذا الفتى البريء دخل القبر الآن، ولا استطيع الانتظار حتى ألحق به، لا أستطيع أن أعيش مرة أخرى”.
وأعلنت طالبان أن الهجوم جاء ردا على حملة عسكرية حكومية ضد ملاذاتها الآمنة في شمال غرب البلاد على طول الحدود مع أفغانستان، والتي بدأت في يونيو/ تموز.
وقال محللون إنه رغم تضاؤل قوة طالبان، فإنها لا تزال قادرة على ارتكاب مجازر مروعة.
وقوبل الهجوم بإدانة سريعة من جميع أنحاء العالم، حيث قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما “لقد أظهر الإرهابيون خستهم مرة أخرى”.
وقالت ملالا يوسف زاي، الباكستانية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام والتي نجت من حادث إطلاق نار لطالبان، إن قلبها “انفطر” جراء هذا الهجوم.
وشجبت حركة طالبان في أفغانستان الهجوم، ووصفته بالمنافي لتعاليم الإسلام.
وتعهد رئيس الوزراء بأن بلاده لن تخاف من العنف وأن الجيش سيستمر في عملية قتالية شنها في يونيو حزيران في منطقة شمال وزيرستان القبلية لطرد المسلحين.
وقال شريف، الذي هرع إلى بيشاور بعد وقت قليل من الهجوم لدعم الضحايا “سيستمر القتال. لا ينبغي لأحد أن يشك في هذا. سنأخذ في اعتبارنا كل قطرة دم لأطفالنا”.