إسطنبول (زمان عربي) – شرّف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هذه الدنيا في مثل هذا اليوم.
في ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أوضح الكاتب علي ديميريل بصحيفة “بوجون” التركية أن الاحتفال بمولد النبي الأكرم لايعني ترتيب مراسم الاحتفالات بالأناشيد والنعوت فحسب، بل يعني حبه واتباع سنته والاقتداء بأفعاله والالتزام بأوامره وتوصياته ومحاولة التشبه به عن طريق الاتصاف بجميع الخصال والصفات الحميدة.
وقال الكاتب إن اليوم هو يوم الاحتفال بمناسبة ذكرى مولد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. والاحتفال بمولده ليس بقراءة الابتهالات والأناشيد الدينيّة فحسب إنما أيضًا بإظهار محبتنا لرسول الله، والاقتداء بأفعاله والعيش وفقا لسنته السنيّة واتباع أوامره والابتعاد عما نهى عنه والسعي لامتثال خِصاله الحميدة.
وأضاف أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قد عاش حياة مثالية ينبغي أن تقتدي بها الإنسانية جمعاء وكانت حياته ترتكز على مبدأين مُهمّين، هما: البساطة في العيش والصدق والإخلاص في الأفعال.
ولفت إلى أنه – عليه أفضل الصلاة والسلام – عاش أيضا حياة بسيطة كسائر خلق الله ولم يعش حياة مُرفهة مُترفة كما يعيش الملوك بالرغم من أنه كان رئيس دولة عظيمة. ونمط العيش هذا كان اختياره عن قصد ووعي. وروي عنه من الصحابة الكرام أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهما:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: “جَلَسَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: (إِنَّ هَذَا الْمَلَكَ مَا نَزَلَ مُنْذُ يَوْمِ خُلِقَ، قَبْلَ السَّاعَةِ)، فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ : (يَا مُحَمَّدُ ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ رَبُّكَ: أَفَمَلِكًا نَبِيًّا يَجْعَلُكَ، أَوْ عَبْدًا رَسُولًا؟)، قَالَ جِبْرِيلُ: تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: (بَلْ عَبْدًا رَسُولًا)”. (شمائل الترمذي – 140).
وبعد هذه الواقعة التي أظهر فيها نبينا بصورة بارزة أنه اختار أن يكون عبدًا رسولا ولم يأكل متكئا – وهي علامة الكبر والتباهي لدى العرب- حتى توفي والتحق بالرفيق الأعلى.
كان يعيش الرسول صلى الله عليه وسلم حياة بسيطة
وفي حديث عبد الله بن بسر عند ابن ماجه والطبراني بإسناد حسن قال أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة فجثا على ركبتيه يأكل فقال له أعرابي: ما هـذه الجلسة؟ فقال إن الله جعلني عبدا كريما ولم يجعلني جبارا عنيدا قال ابن بطال: إنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك تواضعا لله. (ابن ماجه: 6)
وأبى الرسول الأكرم الذي فضّل أن يعيش حياة بسيطة مدى حياته، الوعود الدنيويّة مثل الجاه والثروة – دائمًا – التي قدمت له مرات عديدة عندما كان في مكة. وإن الرسول الكريم الذي نأى بنفسه عن هذه الخصائص الدنيوية جعل أسرته وأولاده كذلك مبتعدين عنها.