نيويورك (زمان عربي) – نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تعليقا جديدا على حملة الاعتقالات التي شنتها السلطات التركية على الصحف ووسائل الإعلام المعارضة في 14 ديسمبر/ كانون الأول الماضي متناولة قضية التضييق على حرية التعبير في تركيا.
وأكدت الصحيفة أن المناخ السياسي في تركيا يزداد صعوبة وقسوة مع الوقت على المعارضة في البلاد. ولفتت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يضيق صدره مع الوقت شيئا فشيئا تجاه الانتقادات والآراء المخالفة لرأيه”.
وأشارت الصحيفة في خبر لها أمس الأحد إلى أن أردوغان يبدي حساسية تجاه الرسوم الكاريكاتورية المنتقدة له وأنه رفع عددا من الدعاوى القضائية ضد رسامي الكاريكاتير.
وسلطت الصحيفة الضوء على اعتقال السطات التركية لمواطن تركي بمدينة سامسون كان يحمل رسم كاريكاتير ينتقد أردوغان نشر بالصحيفة بتاريخ 16 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، يُصور أردوغان على أنه “طبَّاخ شاورمة”، وطبعه على لافتة كبيرة.
وأوضحت الصحيفة أن اعتقال مواطن لحملة لافتة عليها رسم كاريكاتير زاد من المخاوف حول حرية التعبير وحرية وسائل الإعلام في البلاد. فضلا عن عملية اعتقال مدرس رياضيات شاب يدعى بايرام علي هانادار، 29 عاما، بتهمة “إهانة العلم التركي” وسجنه 3 سنوات.
ونقلت الصحيفة عن هانادار قوله: “إن الأزمة لاتتعلق بتمزيق العلم التركي. وإنما ترتبط بممارسات القمع على وسائل الإعلام والقضاء على معالم الديمقراطية التركية”.
وأوضحت الصحيفة أن هناك دعاوى قضائية تم رفعها ضد منتقدي أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية فضلا عن فصل العشرات من الصحفيين والإعلاميين من وظائفهم. وأكدت أن الحكومة التركية تحاول من خلال هذه الإجراءات تخويف وترهيب المعارضين.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى الدعوى المرفوعة ضد رسَّام الكايكاتير بصحيفة بوجون التركية موسى كارت، المعروف برسومه الساخرة الناقدة لأردوغان وحكومته. وحذرت الصحفيين ورسامي الكاريكاتير الداعمين لحرية الإعلام والصحافة من أنهم ليسوا في مأمن من ممارسات الحكومة الانتقامية.
وقالت آليف يامان الباحثة في الشؤون التركية بمركز حقوق الصحافة الذي يتخذ من لندن مقرا له، في حوار لها مع” نيويورك تايمز”: “إن توسيع الممارسات القمعية القضائية على رسامي الكاريكاتير، يشير إلى قمع حرية التعبير في البلاد أكثر فأكثر. وإن تركيا لها ثقافة هجاء سياسية عريقة وثرية. فهذه الدعوى القضائية ليست هجوما على حرية التعبير فقط وإنما في الوقت نفسه إهانة للميراث الثقافي والفني في تركيا”.