برلين (زمان عربي) – كانت الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا في الآونة الأخيرة دافعا لتوحد الألمان في مواجهة موجة العنف العرقية المتصاعدة ضد الدين الإسلامي في البلاد.
وشارك عدد من المسؤولين رفيعي المستوى بألمانيا في فاعلية “رباطة الوحدة” خلال المسيرة الضخمة التي نظمها عدد من المواطنين الأتراك والمسلمين في البلاد تنديدا بالهجمات الإرهابية بعد يوم واحد على المسيرة التي نظمتها جمعية بجيدا (PEGIDA) المعادية للإسلام.
وتجمع الآلاف من الألمان في ميدان باريس أمام بوابة براندنبورج رمز العاصمة الألمانية برلين للشجب والتنديد بالفعاليات العرقية العنصرية التي تنظمها جمعية (PEGIDA) المعادية للإسلام منذ أسبوع بالبلاد بالإضافة إلى استنكار الهجوم الإرهابي الغاشم على الجريدة الفرنسية” شارلي إبدو” التي نشرت رسوما مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام.
وشارك كل من رئيس الجمهورية الألماني جواكيم جاك ورئيسة الوزراء المستشارة أنجيلا ميركل وجميع أعضاء مجلس الوزراء وممثلين عن الأحزاب السياسية في الفعاليات التي نظمتها جمعية أتراك برلين والمجلس المركزي للمسلمين.
أما العاصمة الفرنسية باريس فقد شهدت وقفة حداد على أرواح ضحايا الحادث الإرهابي لمدة دقيقة واحدة. ورفع المشاركون في الوقفة شعار: “لنقف سويا ونكشف عن وجوهنا”. بينما أعرب الرئيس الألماني جواكيم جاك في كلمته عن شكره وتقديره للمسلمين المقيمين في ألمانيا لوقوفهم في وجه موجة التعصب الديني المتصاعدة.
وأكد جاك أن حماية المساجد ودور عبادة المسلمين في ألمانيا مسؤولية الدولة موضحا أن الهجرة إلى ألمانيا خلقت حالة من التنوع والتعددية في البلاد. وأضاف: “لن نسمح لهم بأن يقسمونا. فنحن ألمانيا. وهذه التعددية تضيف لبلادنا جاذبية وتجعلها أكثر قوة وتماسكا”.
بينما أكد رئيس المجلس المركزي للمسلمين أيمن مازياك في كلمته بعد أن قرأ ما تيسر من القرآن الكريم أن الهجوم الإرهابي مخالف لتعاليم الدين الإسلامي وقيم الديمقراطية قائلا: “أنا شارلي”. وقال مازياك في كلمته: “لا يوجد أي سبب مشروع في الدين الإسلامي يسمح لأي من كان أن يقوم بمثل ذلك الهجوم الإرهابي”.
وشجب ممثلو الطائفة اليهودية وممثلو الكنيستين الكاثوليكية والبروتوستانتية الهجوم الإرهابي الذي شهدته فرنسا. وأشاروا إلى حرية التعبير وحرية العبادة في ألمانيا التي تتمتع بسماحة وقدر عال من الحريات.
وقام المشاركون في فاعليات العاصمة باريس بشجب الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا ووقفوا دقيقة حدادا على أرواح ضحايا الحادث الإرهابي مشعلين الشموع ورافعين شعار “رباطة الوحدة”.
وفي حين تستمر جمعية (PEGIDA) في فعالياتها المناهضة للإسلام يستمر أكثر من 100 ألف شخص في المشاركة في الفعاليات التي تنظم ضد تلك الجمعية المعادية للإسلام في عدد من المدن الألمانية من بينها العاصمة برلين ولايبزج وهانوفر ودوسلدورف وميونخ. ورفع المشاركون في الفعاليات عددا من الشعارات المنددة بالنبرة المتصاعدة ضد الإسلام والمنددة بالهجوم الإرهابي في الوقت نفسه: “لستم أنتم الممثلين للشعب كله”، “تعدد الألوان بدلا عن اللون البني وحده”، “لا للنازيين”، “نحن شارلي، ولسنا “بجيدا” “PEGIDA”..