إسطنبول-تركيا (زمان عربي) – قال المفكر الإسلامي التركي الأستاذ محمد فتح الله كولن إن حل جميع المشاكل التي تواجه الإنسان تكمن في التوجه إلى الله تعالى.
جاء ذلك في درس جديد للأستاذ كولن نشره موقع (herkul.org) الإلكتروني تحت عنوان “الهروب من التوبة وادعاء التدين”. قال فيه: “إن الله يغفر الذنوب جميعاً، وإن الذنوب الكبرى ولو كانت بحجم البحر تصبح قطرة بالاستغفار. كما أن كلّ المشاكل مهما كان نوعها وحجمها تحل بالتوجه إلى الله عزّ وجلّ”.
وفيما يلي أهم ما ورد في الدرس الأخير للأستاذ كولن:
* ما من مشكلة إلا وتحل بالتوجه إلى الله تعالى، فلو سار الإنسان باتجاه الشمس لجعل ظله خلفه، ولو أدار ظهره للشمس أصبح هو خلف ظله. علينا أن نتوجه إلى الله كي لا نبقى في ظل الأنانية والنفس.
* من السنَّة قراءة هذا الدعاء 4 مرات كل صباح، فهو سيد الاستغفار:
“اللّٰهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلـٰهَ إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أَنْتَ”.
* ولو أن الإنسان ارتكب جنايات كبرى وتزعَّم عصابة مثل عصابة ” الأربعين حرامي” ثم شعر بالندم على أفعاله وجرائمه ولاذ بجناب الله تعالى ولجأ إلى رحابه من صميم قلبه فإن الله يستجيب حتماً له ولا يرده أبداً خائباً خاسراً.
* ما من ذنب إلا ويغفره الله، لكن هناك ذنب واحد لا ُغفر وهو عدم قبول الذنب ذنباً. فالاستخفاف بالذنب والاستهانة به أعظم الكبائر.
* الذنوب الكبرى بحجم البحر تصبح قطرة بالاستغفار.
* استمعوا إلى ولي الله فنعم ما يقوله:
“لاغمّ لي حتى لو كانت ذنوبي كجبل قاف يا أيها الإله الجليل ، فهي أمام بحر رحمتك شييء قليل”.
أي: يا سلطاني الذي كل أسمائه الحسنى! مع أن ذنوبي أكبر من جبل قاف الذي لا أستطيع تقدير حجمه وكبره، إلا أنني لاأغتمّ حتى ولو ارتكبت ذنوباً بجسامة الجبال، إذ لذتُ بجنابك ولجأت إلى رحابك أخيراً مثل عبد آبق من سيده! فضلاً عن أن ذنوبي ولو كانت بجسامة الجبال إلا أنها شيئ قليل بالنسبة لسعة بحر رحمتك وعفوك يا ربّ لدرجة أنها لا تساوي قطرة في بحر.
* وقد روى النعمان بن البشير عن الرسول عليه أفضل الصلاوات وأكمل التحيات وهو خير من يعلم الحلال والحرام:
“إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ”.
* على الإنسان أن يعيش حذراً إلى أقصى درجة حتى لا يقع في الذنوب، ولكن إن زلّت قدمه وضلّ عن الطريق فعليه أن يعترف بذنبه فوراً ويبادر إلى التوبة.
* أجل، إن الله غفور ورحيم، ولكن النفس والشيطان قد يستخدمان هذه الحقيقة السامية في الخداع والتغرير، فيوسوسان للإنسان بأن الله غفور رحيم يغفر حتى كبائر الذنوب، فلا ضرر في هذه الخطايا الصغيرة، ويبعدانه عن التوبة. صحيح أنه يغفر حتى كبائر الإنسان إن تاب واستغفر، ولكن الإصرار على الخطايا ولو كانت صغيرة قد يؤدي بالإنسان إلى التهلكة.
* يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ” إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا (البخاري).
* وكانت الاستطلاعات قبل وقت قريب تفيد بأن 40% تقريباً من المجتمع التركي يصلون الصلوات الخمس. وفي هذا الصدد قال صديق لنا بحث في هذا الموضوع بإسهاب: “للأسف الاستطلاعات التي أجريناها حاليا تفيد بأن 18 إلى 19% فقط من المجتمع يصلون الصلوات الخمس. وإن 13% فقط من طلاب مدارس الأئمة والخطباء يصلون الصلوات الخمس”.