القاهرة (رويترز) – قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين إنهما ملتزمان بمحاربة تهديد الإرهاب.
وقال السيسي الذي يكافح متشددين ينفذون عمليات مسلحة ويتخذون من شبه جزيرة سيناء قاعدة لهم “اتفقت مع الرئيس الروسي علي أن تحدي الارهاب الذي تواجهه مصر والذي واجهته روسيا ايضا لا يقف عند اية حدود.”
وقال بوتين في أول زيارة دولة يقوم بها لمصر منذ 10 سنوات انهما اتفقا على “تعزيز جهودهما لمحاربة الإرهاب”. وقدم للسيسي بندقية كلاشنيكوف روسية الصنع وأهداه الرئيس المصري لوحة عليها صورة بوتين.
وبوتين أول زعيم لدولة كبرى يزور مصر منذ أن عزل الجيش الرئيس المصري محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين عام 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.
ودعا السيسي مرارا إلى توحيد جهود محاربة الإرهاب في الشرق الأوسط والغرب. وحاربت مصر المتشددين لعشرات السنين من خلال حملات أمنية أضعفت الجماعات المتطرفة لكنها لم تقض عليها.
وفي إبراز للتحدي قالت مصادر أمنية يوم الثلاثاء إن 15 يشتبه أنهم من المتشددين قتلوا في غارات جوية في سيناء. وقالت وزارة الداخلية إن من يشتبه أنهم متشددون استهدفوا ثلاثة مراكز شرطة بتفجيرات يوم الثلاثاء في مدينة الاسكندرية الساحلية.
ولجأ بوتين للقوة ضد الإسلاميين وارسل قوات لإخماد تمرد انفصالي في الشيشان لكنه ما زال يواجه مسلحين في أجزاء من منطقة شمال القوقاز التي تقطنها أغلبية مسلمة.
وكانت مصر حليفة وثيقة للاتحاد السوفيتي حتى السبعينيات حين تقاربت القاهرة مع الولايات المتحدة التي كانت وسيطة في اتفاق السلام مع اسرائيل عام 1979.
وفترت العلاقات الأمريكية المصرية بعد أن عزل الجيش مرسي ما دفع واشنطن لتعليق جزء من المساعدات العسكرية للقاهرة. منذ ذلك الحين اتجه السيسي لتعزيز العلاقات مع موسكو.
واستقبل بوتين الذي يواجه عزلة وعقوبات غربية لدعمه الانفصاليين الموالين لروسيا في اوكرانيا المجاورة بحفاوة في القاهرة حيث انتشرت صوره وألوان العلم الروسي في الشوارع.
وأطلقت المدفعية 21 طلقة اثناء دخوله القصر الرئاسي بينما اصطف جنود الخيالة على جانبي المدخل. واستقبله السيسي ومجموعة من الأطفال الذين لوحوا بالعلم الروسي.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية قال بوتين إنه يتوقع عقد جولة أخرى من المحادثات الرامية لإقرار السلام في سوريا بعد أن التقت بعض شخصيات المعارضة مع ممثلين للحكومة السورية في موسكو الشهر الماضي.
وقال بوتين: “نتطلع إلى الجولة التالية من هذه المحادثات التي أرجو أن تؤدي إلى تسوية سلمية للوضع في سوريا.”
وسيعقد اللقاء المقبل بين بعض رموز المعارضة السورية وحكومة دمشق في موسكو في غضون شهر تقريبا حسبما ذكر أحد المشاركين في المحادثات التي أجريت في روسيا.
ولم يحرز أي تقدم في محادثات موسكو التي انتهت يوم 29 يناير كانون الثاني ولم تشارك فيها شخصيات المعارضة السياسية الرئيسية وكذلك جماعات المعارضة المسلحة الأساسية التي تقاتل على الأرض في سوريا.
وموسكو حليف قديم للرئيس السوري بشار الأسد الذي تصف حكومته الكثير من معارضيها بأنهم إرهابيون.
وتقول روسيا إن مكافحة الإرهاب يجب أن تكون على رأس الأولويات في سوريا. وأدى الصراع إلى مقتل أكثر من 200 ألف شخص منذ بدء الاحتجاجات على حكم الأسد عام 2011 وتطور الأمر إلى حرب يحظى فيها المتشددون الإسلاميون باليد العليا بين القوى المناهضة للأسد في الوقت الراهن.