عُقدت بالعاصمة القطرية الدوحة يوم الأربعاء (11 مارس آذار) قمة المرأة في قطاع الطاقة التي ناقشت التحديات التي تواجهها النساء اللاتي يعملن في مجال النفط والغاز.
وتؤدي النساء عدة أدوار في قطاع الطاقة تختلف عن دور الرجال منها المكتبي والإداري والمالي وما يتصل بتحليل البيانات.
كما يشارك بعض النساء المؤهلات في المجال العلمي والتقني في عمليات المسح الجيولوجي والتحليل الكيميائي وبعض المهام الهندسية.
لكن العمل في قطاع الطاقة حتى في جوانبه الاقتصادية والتحليلية والإدارية تتزايد متطلباته باطراد الأمر الذي يزيد التحديات التي تواجهها النساء.
وقالت نوال الفزيع مندوب الكويت في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي حضرت القمة في الدوحة “العمل ما عاد يعني سهل ويحتاج إلى ساعات عمل طويلة ويحتاج إلى عمل مُكثف ويحتاج إلى متابعة. من الناحية الاقتصادية أيضا مراقبة السوق النفطية وإعداد التحليلات حول آخر التطورات في صناعة النفط والطاقة تتطلب متابعة بشكل مُستمر وتتطلب القراءة بشكل مُستمر ومُلاحقة الدراسات والبحوث التي نشرت. هذا يأخذ جزءا كبيرا من وقت المرأة التي تعمل سواء في الجانب الاقتصادي من قطاع الطاقة أو من الجانب الفني. وفي دولنا هذا يكون على حساب حياتها الاجتماعية والالتزامات الاجتماعية التي عليها.”
وتضاف إلى تلك التحديات التقاليد الاجتماعية المحافظة في البلاد العربية والإسلامية التي تقصر دور النساء في المجتمع على الجانب العائلي والاجتماعي.
وأضافت نوال الفزيع “ما زالت بعض النشاطات وبعض الأعمال.. ما أقول إن عليها قيود قدر ما هي الأهل يفضلون أن البنت لا تعمل فيها. خصوصا إذا كان مكان يعمل فيه كثير من الرجال. فيه مثلا العمل في حقول النفط سواء في الحقول البرية أو.. وطبعا الصعب يكون أكثر في الحقول البحرية. سواء العمل أيضا في صناعة.. في مصافي النفط وما ينتج عليه من إنتاج غازات وفيه هناك مواد خطرة كيماوية ومواد سامة. فهذه الأمور تجعل الأهل يفضلون أن فتياتهم لا يعملون في هذه القطاعات خوفا على سلامتهم وأيضا خوفا من ضياع فرص الزواج.”
وخلص مسح أُجري خلال القمة إلى أن بعض التقدم تحقق في قطاع النفط في قطر في السنوات الخمس الماضية فيما يخص التنوع من الجنسين في قوة العمل لعدة أسباب أهمها الأجور المرتفعة التي تدفعها شركات الطاقة ودعم إدارات تلك الشركات لعمل الأمهات.
تعمل موزة النعيمي في شركة ميرسك للنفط منذ 12 عاما وتشغل حاليا منصب رئيس إدارة خدمات الموارد البشرية بالشركة.
وقالت موزة النعيمي على هامش قمة الدوحة “عدد كبير من النساء يشتغلون الحين في قطاع البترول خاصة أن العروض (بالانجليزية) الموجودة في قطاع البترول جدا جذابة (بالانجليزية) من ناحية الأجور والمزايا (بالانجليزية). وفي نفس الوقت المرونة (بالانجليزية). لأنه متفهمين أن العمل في قطاع البترول يتطلب وقت طويل وجهد أكبر فهم يوفرون ها المرونة (بالانجليزية).. أن الشخص في نفس الوقت ممكن يتطور وأنه.. فبالعكس.. أنا أشوف أن النساء يفضلون قطاع البترول أكثر لأن فيه تفهم أكثر.”
لكن بعض المشاركات في المؤتمر يرين أن مستقبل النساء في العمل في قطاع الطاقة غير مضمون. فقد بينت نتائج المسح الذي أجري خلال المؤتمر أن 86 في المئة من الحاضرات يرين أن هذا هو التحدي الأكبر للنساء اللاتي يسعين للعمل في ذلك المجال.
وقالت ديالا صباغ من شركة جلف انتليجنس التي نظمت المؤتمر “ثمة تباين في الآراء. يتحقق قدر من التقدم لكن هناك بعض القضايا لا يتم تناولها. منها على سبيل المثال أن لنساء يحصلن على مؤهلات علمية ملائمة لقطاع الطاقة وبالفعل يحصل معظمهم على الوظائف التي يردنها في القطاع. لكن ثمة نقطة أُثيرت صباح اليوم هي أنهن بعد أن يلتحقن بإلعمل في إحدى شركات الطاقة لا يحصلن بالضرورة على التخطيط الوظيفي الصحيح ولا التوجيه الصحيح ولا على التقدم المناسب ولا على تصور واضح للترقي.”
ومن شأن نمو الثروات في الشرق الأوسط وارتفاع مستويات تعليم النساء وجهود الحكومات لتعزيز تكافؤ الفرص أن يساعد النساء مستقبلا على التصدي للتمييز ضدهن في الاختيار للمناصب التنفيذية.
ولا يزال عدد النساء المؤهلات لشغل مناصب قيادية صغيرا. لكن دول الخليج العربية التي تسعى إلى تنويع مصادر اقتصادها بحيث لا يقتصر اعتمادها على عائدات النفط تعمل على تطوير قطاعات الخدمات وتتيح المزيد من فرص العمل للنساء في تلك المجالات.