[lightbox full=”http://”][/lightbox]
إسطنبول (زمان عربي) – أشاد وكيل وزارة التعليم للشؤون الفنية في العراق إبراهيم حسن عبد الولي بالنجاح الكبير لمدارس إيشيق التركية التابعة لمؤسسة “فزالار” والتي تعمل في العراق وأعرب عن أمله في الاستفادة بتجربة المؤسسة في تطوير المدارس والتعليم ببلاده.
جاء ذلك خلال زيارة وفد وزارة التعليم العراقية برئاسة حسن لمركز مؤسسة “فزالار” التعليمية في تركيا، والتي استهدفت الاطلاع على الواقع التربوي الأهلي لهذه المؤسسة وتجاربها سواء في تركيا أو بقية الفروع الموجودة في باقي الدول.
وقال حسن في مقابلة مع “زمان عربي” إننا اطلعنا على هذه الفروع ولاحظنا أن هناك تطورا ونظاما خاصا بهذه المدارس وإمكانية الاستفادة من هذه التجربة في الساحة العراقية، فهي مدارس متطورة ولها أثر كبير من خلال أداء ونظام خاص بها.
وأضاف: “في العراق المؤسسة التابعة لفزالار هي مدارس “إيشيق” ولا بد من الإشارة إلى أن هذا الفرع من المؤسسة في العراق تعتبر من المدارس الناجحة والجيدة والجادة في عملها بدليل أنها استطاعت أن تفتح أكثر من فرع هناك، وهذا مؤشر كبير على نجاحها.
ولفت إلى أنه قبل مدارس “إيشيق” تم افتتاح مديرية خاصة للدراسة التركمانية، وفيما قبل كانت هناك الدراسة الكردية، وأصبحت لنا مديرية عامة خاصة بالدراسة التركمانية فضلا عن هذه المدارس. ومدارس “إيشيق” الموجودة في بغداد والمحافظات الأخرى خاضعة لنظام ومنهج وزارة التربية العراقية المترجم للتركية والإنجليزية. وتكون ثقافة الطالب ملمة بأكثر من لغة فيتقن الإنجليزية وكذلك التركية وشهادة هذه المدارس معادلة للشهادة العراقية.
وأضاف أن مؤشر نجاح هذه المدارس كما نرصده هو زيادة عدد الطلاب الذين يلتحقون بها عاما بعد عام، وهذا مؤشر إيجابي. ونحن ننظر لتركيا على أنها دولة صديقة ومهمة، وهذه المدارس تعزز علاقات الجانبين التركي والعراقي.
وقال: “أحب أن أسجل شكري وتقديري لمؤسسة “فزالار” لدعوتنا لزيارتها من أجل الاطلاع على المدارس الموجودة في تركيا كما نشكر مجموعة مدارس “الفاتح” الأهلية للتسهيلات التي قدمتها خلال زياراة الوفد العراقي لمدارسها.
وأشار حسن إلى أن “معظم المدارس التي شاهدناها والتابعة لمجموعة الفاتح تنظم سير العملية التربوية من مرحلة الطفولة إلى المرحلة الإعدادية. ولاحظنا الاختلاف الموجود بين هذه المؤسسات والنظام الموجود لدينا في العراق. وحقيقة هي مؤسسة رائعة وقد أبدت استعدادها لاستقبال الطلبة النازحين في تركيا. وأبدوا كل الاستعداد لتسهيل التحاق الطلاب العراقيين بمدارسهم في تركيا ونحن نشكرهم على ذلك”.
وقال إنه قام بنقل الفكرة إلى وزير التعليم العراقي وهناك تواصل مع مؤسسة فزالار لتحقيق هذه المساهمة. وتابع “وطلبوا منيّ أن أحدد فترة الامتحانات وهذه البيانات سنكملها في الزيارات القادمة بمشيئة الله تعالى. ومؤسسة فزالار أبدت استعدادها لأن تكون حاضنة كمقر لامتحانات الطلاب الذين سيأتون للدراسة في تركيا وهذا ليس بجديد على المؤسسة لأنها تعمل معنا منذ فترة طويلة”.
وأكد أن المدارس التركية في العراق تواصل عملها ولم يأت إليهم حتى الآن أي طلب من الجهات التركية لإغلاق تلك المدارس. وهي لا تزال تعمل بإنسيابية عالية وكادرها عال وعلى درجة متميزة من الكفاءة ويضم معلمين عراقيين والأتراك. والمدارس الأهلية بشكل عام عامل مساعد ومساند لوزارة التربية والتعليم في العراق.
وأوضح وكيل وزارة التعليم العراقية أنه لا توجد أي اتفاقيات بين الجانبين العراقي والتركي في مجال التعليم. لكن هناك تعاون مستمر. وأن المدارس الأهلية في العراق هي دليل على تواصل التعاون بين البلدين، ونأمل في أن يتم توقيع اتفاقيات في القريب العاجل بين الجانبين.
وبالنسبة لعدد الطلاب النازحين في تركيا قال إن أكثرهم من المحافظات التي شهدت العمليات الأخيرة من الحرب مع تنظيم داعش الإرهابي وعددهم حسب التقديرات الأوليّة أكثر من 40 ألف طالب عراقي متواجدين على أرض تركيا.
ولفت حسن إلى أن وزارة التربية والتعليم العراقية لديها أعباء ثقيلة وبالرغم من كل ذلك والظرف الاقتصادي للدولة بسبب النفط والأحداث السياسية إلا أن وزارة التربية لم تقف مكتوفة الأيدي؛ فالبنسبة للطلبة النازحين تم استحدث ثلاث ممثليات في دهوك احتضنت أكثر الطلبة النازحين من محافظة نينوا. وهناك ممثلية في أربيل احتضنت النازحين من محافظة الأنبار وبعض مناطق كركوك وصلاح الدين. وكذلك ممثلية في السليمانية احتضنت باقي النازحين من المحافظات الأخرى. وقسم كبير منهم انتظم في دوام رسمي ومن لا يستطيع الدوام بإمكانه أداء الامتحان النهائي على أن يكون التقييم من مئة. وبذلك فإن هذه الممثليات تخفف الضغط على وزارة التربية، وبمشيئة الله تعالى تتحرر الأراضي العراقية من يد داعش وتعود لنا مجددا.
من جانبه قال مدير التعليم الأهلي والأجنبي بالعراق محمد الموسوي إن لدينا الآن في التعليم العام أكثر من 23 ألف مدرسة عراقية. وهذه المدارس، نتيجة النمو السكاني واستهلاك بعض المدارس، عانت من مشكلة التضخم وأصبحت لدينا مدارس صناعية مزدوجة الدوام، والمدارس الخاصة بأنواعها تخفف من العبء الذي تعاني منه المدارس الحكومية، وتساعد على تعيين الكثير من الخريجين الذين لم يجدوا تعيينات في الوزارة. وبهذا تقلل من عجز الأبنية في وزارة التربية، ولذلك أصبحت هناك أكثر من فائدة لهذه المدارس وتعتبر مدارس إيجابية وتحقق الهدف التربوي.
وأضاف: “وبالفعل بدأت الكثير من المدارس الأهلية أن تحقق نسبا عالية من النجاحات وتحصد المراكز الأولى. ونحن كمديرية عامة للتعليم العام والأهلي والأجنبي نقوم بمراقبة هذه المدارس والإشراف عليها ومتابعة أدائها ونشجع على إقامة هذه المدارس لتخفف الضغط الذي تعاني منه المدارس المحلية. في هذه السنة تعرضت وزارة التربية لتحد كبير بسبب الضغط السياسي، ونزح كثير من الناس خارج العراق، فأصبح هناك ضغط كبير لدرجة أن بعض السكان سكنوا هذه المدارس الحكومية فأصبح هناك ضغط كبير على المدارس الحكومية إلا أن المدارس الأهلية والخاصة ساهمت في تخفيف ذلك الزخم.
وأضاف: “لاحظت في المدارس التركية أن بنية المدارس ونظامها وكذلك البيئة المدرسية في هذه المدارس نقية ومتكاملة وجاذبة للطالب بكل تفاصيلها وهذا مؤشر ممتاز. والمدارس التركية في العراق تلعب دورا كبيرا في تعميق التعاون بين البلدين، والجالية العراقية في تركيا فتحت مدارس عراقية في تركيا وحاليا لدينا 12 مدرسة أُنجز جزء منها في أورفا وإسطنبول وأنقرة ومرسين. وهذا يؤكد قوة العلاقة بين العراق وتركيا. وهناك توجيهات بتشجيع هذه المدارس لتقوية أواصر العلاقات والصداقية بين البلدين. والخط البياني في هذه العلاقات في تصاعد، ونأمل أن تكون هناك اتفاقية خاصة وبرتوكول تعاون بين وزارة التربية العراقية ونظيرتها التركية”.