لندن (رويترز) – كانت البيانات التي تقدمها الدول الأعضاء في منظمة أوبك عن مستويات إنتاجها مثار شكوك لأعوام حتى أن المنظمة لجأت إلى نشر ما يعتقده آخرون بشأن إنتاجها.
وأدى هذا إلى صعود مراقبين لأوبك يلجأون إلى مصادر سرية لتتبع كل برميل نفطي. وكانت أرقام الإنتاج محل تنافس شديد حينما كانت الدول الأعضاء تتنازع على الحصص لكن ذلك لم يعد يحدث.
ونشرت أوبك اليوم الإثنين مجموعة أرقام عن الإنتاج تلقتها الأمانة العامة للمنظمة من الدول الأعضاء دون إسقاط أي دولة من الحصيلة الإجمالية وذلك للمرة الأولى خلال أشهر.
ويظهر ذلك أيضا تقلص الاختلاف بين أرقام الإنتاج بناء على ما تقدمه الدول الأعضاء من بيانات وما تحصل عليه المنظمة من مصادر ثانوية تشتمل على هيئات استشارية ووسائل إعلام في قطاع النفط.
وقال خبير نفطي أوروبي “أرى بعض الدول تحاول مواجهة تلك المشكلات ونشر بيانات أفضل.
“لكن هناك دولا قليلة أشك في أنها أحرزت تقدما كبيرا.”
ونظرا لأن أوبك تشكل جزءا كبيرا من صادرات النفط العالمية فإن مستوى إنتاجها يشكل معلومات مهمة للتجار والمستهلكين والحكومات. لكن المشكلة تكمن في أن معرفة الرقم المحدد للإنتاج ليست مهمة سهلة نظرا لشح المعلومات الرسمية في الوقت الملائم.
وبسبب هذا التحدي لجأت منظمة أوبك منذ عام 2012 إلى أن تنشر في تقريرها الشهري مجموعتين من الأرقام تتضمن الأولى المقدمة من الدول الأعضاء نفسها والثانية من المصادر الثانوية.
وغالبا ما يكون هناك اختلافات واسعة بينهما لكن الفجوة بينهما بشأن إجمالي إنتاج المنظمة تقلصت الآن إلى نحو 230 ألف برميل يوميا في تقديرات فبراير شباط 2015 التي نشرت اليوم من نحو مليون برميل يوميا حينما نشرت الأرقام من الطرفين لأول مرة في 2012.
وربما يعكس هذا التغير الجهود التي تبذلها أوبك ووكالات حكومية أخرى لتحسين الشفافية في أسواق النفط من خلال برامج مثل المبادرة المشتركة للبيانات النفطية (جودي) ويأتي في الوقت الذي تدافع فيه المنظمة عن حصتها في السوق في مواجهة المنتجين المنافسين.
وربما يكون هناك اختلاف بسيط بشأن إنتاج السعودية أكبر منتج في المنظمة والتي أبلغت أوبك انها ضخت 9.64 مليون برميل يوميا في فبراير شباط بينما بلغت تقديرات المصادر الثانوية 9.68 مليون برميل يوميا.
وقال الخبير النفطي “نمر بلحظة حاسمة مع قيام أوبك بالدفاع عن حصتها في السوق. ومن المنطقي أن تكون شفافة.”
وتظهر الأرقام أنه لا تزال هناك اختلافات في الأرقام المتعلقة بإنتاج بعض الدول في المنظمة. فعلى سبيل المثال أبلغت فنزويلا أوبك أنها ضخت 2.74 مليون برميل يوميا في فبراير شباط بينما تبلغ تقديرات المصادر الثانوية 2.34 مليون برميل يوميا.
ولا تزال هناك اختلافات واسعة حيث تزيد تقديرات المصادر الثانوية لإنتاج العراق 540 ألف برميل يوميا في فبراير شباط عن الأرقام التي أعلنهاالعراق نفسه.