تمايلت الأجساد على موسيقى بطيئة الإيقاع يوم السبت (11 ابريل نيسان) في عرض بعنوان (طرب) في افتتاح الدورة الحادية عشرة لمهرجان بيروت للرقص المعاصر (بايبود).
خلت خشبة المسرح من أي ديكور وخفتت الأضواء وتمايلت أجساد الراقصين من فرقة (7273) السويسرية في كل الاتجاهات على وقع موسيقى بطيئة تسارع إيقاعها تدريجيا.
تسلمت الراقصة اللبنانية ميا حبيس إدارة المهرجان في دورته الحادية عشرة من مؤسسه الراقص ومصمم الرقصات عمر راجح.
وقالت ميا حبيس قبل عرض الافتتاح “هو مهرجان دولي للرقص المعاصر منقدمه بلبنان كل سنة من عشر سنين وهيدي الدورة رقم 11. ها السنة مثل كل سنة عم نجيب فنانين من عدة دول عالمية بيناتهم إسبانيا.. انجلترا.. سويسرا.. هولندا.. السويد.. أكيد عم بنسى.. فيه عشر فرق جايين من كل العالم ويقدموا شغلهم.. آخر شغل لهم. كلهم فنانين كثير مهمين عم يبرموا حول العالم بها دول العروض. فنحن كثير فخورين ومبسوطين بهيدا الشي.”
ولكن ميا حبيس ذكرت أن دورة المهرجان الحالية تغيب عنها العروض العربية لعدم قدرة المهرجان على تغطية التكاليف المالية لاستقدامها.
ولئلا يغيب الراقص العربي كليا عن المهرجان دعت إدارة (بايبود) عشرة راقصين من بلدان عربية مختلفة ليشاركوا في الدورة الرابعة لملتقى (ليمون – المنتدى العربي للرقص المعاصر) الذي يعقد على هامش مهرجان بايبود.
لم يمنع طقس أبريل نيسان العاصف في بيروت في نهاية الأسبوع عشرات اللبنانيين من حضور عرض افتتاح (بايبود) بمسرح المدينة في شارع الحمراء.
لبنانية من جمهور الحفل ذكرت أنها تحرص سنويا على حضور مهرجان الرقص المعاصر في بيروت.
وقالت “كثير الحفل عم يعجبنا.. عم ننبسط كل سنة فيه ودائما عم نشجعهم. وبالعكس عم ننطر (ننتظر) كل سنة شو عم بكون عندهم.”
حضرت افتتاح المهرجان بمسرح المدينة الناقدة والصحفية اللبنانية رنا نجار التي شددت على أن استمرار المهرجان والفعاليات الفنية والثقافية عموما في مناخ مضطرب سياسيا أو أمنيا هو في حد ذاته شهادة نجاح. وقالت رنا نجار التي تكتب في صحيفة النهار اللبنانية “أهمية المهرجان أنه بعده مستمر. لأن الاستمرار بهيك بلدان عم بتعيش حروب مستمرة وظروف أمنية دائما قاهرة إذا بدك.. هو الأهم. دائما منحكي عن أهمية الاستمرار لأن الاستمرار هو بودينا على محل نقدر نخلق أشياء جديدة.. نقدر نبدع وننتج أشياء جديدة.”
استقبل الحضور عرض (طرب) بإعجاب شديد حتى أن البعض توجه إلى الكواليس بعد اسدال الستار لتهنئة الفرقة السويسرية.
وأشاد الموسيقي اللبناني غسان يمين بعرض الافتتاح وبالمهرجان.
وقال “كان عرض بالنسبة لي اكتشاف. كان عرض هيك بحث غريب بمطرح معين. بس كثير بيغني وأنا بدي أشكر مسرح مقامات يلي عم يعمل شغل بهيدا الموضوع والمهرجان. مثل ما قلت لك أنا كثير بأسافر وبأحضر أشياء كثير برة.. إن كان أشياء للرقص.. للموسيقى.. بأعتقدالمهرجان غنى للبنان وكلنا واجباتنا أنه ندعمه كرمال يستمر ويقوى أكثر وأكثر مع السنين.”
وعلى العكس ذكر الناقد الفني محمد حجازي أن إيقاع موسيقى العرض كانت رتيبة وأصابته بالملل. وقال “أي شي بيتكرر تا تا تا تا تا.. هيدا بيعمل إيقاع.. هيدا الإيقاع بنيم. مافيك تشتغل على مدى 50 دقيقة هيدا الإيقاع وما تنام. يا إما بتنام يا إما بتزهق وبتفل. أنا لا نمت ولا زهقت وفليت. طالع لأقول رأيي أنه ما عجبني.”
أسس فرقة (7273) السويسرية مصمم الرقصات نيكولا كانتيون وزوجته لورانس يادي في عام 2003 وأجريا أبحاثا لإعداد عرض (طرب) قادتهما إلى مصر للتعاون عن كثب مع موسيقيين أضافوا لمسات الطرب الأساسية التي تحتاجها الرقصة.
وقال كانتيون إن التدريات على العرض استمرت عاما كاملا وإنه وزوجته أمضيا وقتا طويلا في القاهرة.
وتتوزع عروض المهرجان المستمرة حتى 26 أبريل نيسان بين ثلاثة مسارح في العاصمة اللبنانية.