أرطوغرول أوزكوك
سيتم تحديد مصير ذلك المبنى (قصر الرئاسة الجديد الذي أنشأه أردوغان) أيضا نتيجة التصويت في الانتخابات البرلمانية يوم 7 يونيو / حزيران المقبل.
والسؤال الذي يطرح نفسه:
هل ستكون هناك بعد 7 يونيو أعمال كثيفة تتناسب مع حجم القصر الذي يحاولون تفسير تكلفته الخيالية وفخامته المبالغ فيها من خلال النظام الرئاسي الفعال.
وثمة 3 احتمالات قد تنتج عن الانتخابات:
– إذا تمكن حزب العدالة والتنمية من تغيير الدستور فإنه سيطبق النظام الرئاسي. وحينها سيجد أردوغان ما يكفي من الأعمال والوظائف ليملأ القصر. حتى إنه قد ينقل البرلمان إلى هناك ليكون رئيس السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية معا.
– إن لم يتمكن من تغيير الدستور ولكن حصل على أغلبية ضعيفة تمكنه من تشكيل الحكومة. ما الذي سيحدث حينها؟ هل ستكون هناك وظائف في غرف القصر التي يبلغ عددها 1150؟ أظن أن هذا الاحتمال أيضا لا يشكل مشكلة له غالبا. إذ سيستمر في تطبيق النظام الرئاسي النسبي الحالي. وإطاره معروف من الآن فقد جمع معظم الوزارات التي تشرف على الاستثمارات إلى جانبه. وإذا لم تعد هناك أهمية للوزارات فلن تبقى هناك أهمية لوجود رئيس مؤثر على مجلس الوزراء. ويتم تخصيص غرف لكل من رئيس الوزراء الرمزي والمستشارين الرمزيين، أي إن الـ1150 غرفة لن تكون بلا وظائف.
فالمشكلة تكمن في الاحتمال الثالث فإذا لم يكن منصب رئاسة الوزراء من نصيب العدالة والتنمية فكيف سيكون مصير 1150 غرفة؟.
– أما الاحتمال الثالث فهو عدم تمكن العدالة والتنمية من تشكيل الحكومة بمفرده وبالتالي ينهار النظام شبه الرئاسي. وسيعود منصب رئاسة الجمهورية إلى وضعه الطبيعي كما في الدستور. وحينها نبدأ بمناقشة السؤال. وما الذي سيكون مصير القصر إذا لم يصوت النواب بالموافقة على مليارات الليرات من المصاريف الباهظة للقصر الفارغ ذي الـ1150 غرفة.
– هل سيعود رئيس الجمهورية إلى قصر تشانكايا مرة أخرى؟
– وإذا انتقل هل سيتحول القصر إلى متحف لحضارات الأناضول؟
– أم سيتحول إلى فندق بـ7 نجوم؟
– أم ستكون رئاسة الوزراء وجميع الوزارات هناك، وسيُخصص القسم المقابل لرئاسة الجمهورية، كما تخصص غرف للأعمال كي ينتقل إليها؟
– لو كنتُ مكان أردوغان لفكرت بالاحتمال الثالث ولتمسكتُ برئيس الوزراء أحمد داود أوغلو. وإن حدث الاحتمال الثالث فثمة ليال من العمل الشاق بانتظار داود أوغلو.
– فهل يصوت داود أغلو لبقاء أردوغان الذي جعله مرارا يقع في موضع حرج أثناء مباحثات الميزانية كما فعل أخيرا في موضوع الانتقال إلى نظام الجيل الرابع 4G في القصر.
– أم أنه (داود أغلو) أيضا يرى ذلك كفرصة تاريخية للتخلص من وصاية الأخ الأكبر (أردوغان) ليلتحق بالمتغنين بأغنية “إخراج الرئيس من القصر”.
لو كنتُ مكان أردوغان لتمسكت بداود أوغلو في هذه الأيام ولحرصت على تطييب خاطره.